دمشق /PNN / هاجمت إسرائيل، الأربعاء، مبنى قيادة الأركان العامة السورية ومحيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق ما أوقع شهيدا، و18 مصابا بينهم مدنيون، مع استمرار غاراتها على مواقع عسكرية وتجمعات لقوات الأمن في جنوب سورية، فيما أُعلن، مساء اليوم، عن التوصّل إلى اتفاق شامل في محافظة السويداء، يقضي بوقف فوري لجميع العمليات العسكرية، والتصعيد الميداني، مع الالتزام بعدم استهداف القوات الأمنية وحواجزها.
ويستعد الجيش الإسرائيلي لأيام من القتال في سورية، وقد عزّز قواته في منطقة الجولان السوري المحتل. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة مجمع قيادة الأركان العامة السورية في العاصمة دمشق، وقال في بيان له "يواصل الجيش مراقبة التطورات والأعمال ضد المواطنين الدروز في سورية، وبناء على توجيهات المستوى السياسي يهاجم في المنطقة ويبقى في حالة تأهب للسيناريوهات المختلفة".
وتجمع المئات من المواطنين الدروز وأهال من الجولان عند الحدود، وبحسب تقديرات الجيش فإن أكثر من ألف شخص عبروا الحدود وشوهدت مركبات أقلتهم إلى داخل الأراضي السورية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل على إعادتهم. كما أعلن الجيش رصد محاولة اجتياز وتسلل عشرات السوريين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن إصابة مدنيين جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدينة السويداء جنوبي البلاد.
وعزز الجيش الإسرائيلي تواجده عند الحدود مع سورية بعد الدفع بثلاث سرايا عسكرية، فيما هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمواصلة الهجمات وزيادة وتيرتها ضد قوات النظام السوري حتى الانسحاب من منطقة السويداء، مشيرا إلى أن إسرائيل ستطبق سياسة نزع السلاح التي قررتها.
ووفقا لآخر حصيلة أعلن عنها المرصد السوري صباح الأربعاء، فإن الاشتباكات المتواصلة في السويداء منذ الأحد، ارتفعت إلى 248 قتيلا بينهم 64 مسلحا درزيا و28 مدنيا منهم 21 قتلوا "بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، مقابل 138 قتيلا من عناصر وزارتي الدفاع والأمن العام و18 مسلحا من العشائر البدوية، ومنهم من استشهد بغارات إسرائيلية.
وذكرت وزارة الدفاع السورية صباح الأربعاء، أنه "بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء، عادت مجموعات خارجة عن القانون إلى مهاجمة قوات الجيش والأمن الداخلي داخل المدينة، وقد أكدنا في تعليمات سابقة أحقية قوات الجيش في الرد على مصادر النيران".
وأضافت "تتابع قوات الجيش الرد على مصادر النيران داخل مدينة السويداء، مع مراعاة قواعد الاشتباك لحماية الأهالي ومنع تضررهم، وتحقيق عودة آمنة لمن غادروا المدينة إلى منازلهم". وحثت وزارة الدفاع السورية، الأهالي داخل مدينة السويداء بـ"التزام منازلهم والتبليغ عمن تبقى من المجموعات الخارجة عن القانون".
وبدأت الاشتباكات في السويداء صباح الأحد بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية، قبل أن تتدخل قوات الأمن السورية لفض الاشتباكات حيث دفعت وزارة الدفاع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وفي أعقاب ذلك قامت إسرائيل بالتدخل وأعلنت مهاجمة آليات عسكرية وقوات الأمن ومواقع مختلفة بالمنطقة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الاشتباكات في السويداء تتركز حاليا في ساحة تشرين ومحيطها، وتشهد المنطقة عمليات كر وفر، وخلال الساعات الأخيرة أعادت مجموعات من عناصر العشائر وقوات من وزارة الدفاع السورية الهجوم انطلاقا من منطقة المقوس باتجاه ساحة تشرين، حيث تمكنت هذه القوات من السيطرة على الساحة.
وحذر من أن المشافي في مدينة السويداء وعلى رأسها المستشفى الوطني تواجه تدهورا متسارعا في أوضاعها الإنسانية، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات وسط قصف متقطع طال مناطق قريبة من المستشفيات، ما أدى إلى تعذر وصول الكوادر الطبية والإمدادات من خارج المدينة.