بيروت -PNN- أكد الرئيس اللبناني، جوزاف عون، اليوم الخميس، التزام الدولة اللبنانية بسحب سلاح جميع القوى المسلّحة في البلاد، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني، في ظل تصاعد الضغوط الأميركية والدولية المطالبة بإعادة حصرية السلاح إلى مؤسسات الدولة.
وقال عون، خلال كلمة ألقاها في وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش، إن "واجب جميع الأطراف السياسية أن تقتنص الفرصة التاريخية اليوم قبل الغد"، مضيفًا: "ندفع من دون تردّد إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، دون سواها، وعلى كافة الأراضي اللبنانية".
واعتبر أن هذه الخطوة ضرورية "لاستعادة ثقة العالم بالدولة اللبنانية، وقدرتها على الدفاع عن نفسها بوجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والإرهاب"، مجددًا التأكيد على أن الدولة "تدفع باتجاه استعادة القرار السيادي على كامل أراضيها".
مبادرة سعودية لاستقرار الحدود بين لبنان وسورية
وأضاف الرئيس اللبناني أن حكومته تلقّت مؤخرًا "مبادرة مشكورة من الأشقاء السعوديين للمساعدة على تسريع الترتيبات الضرورية لاستقرار الحدود بين لبنان وسورية"، في خطوة وصفها بأنها تصب في مصلحة البلدين وتساعد على إعادة تنظيم العلاقة مع دمشق.
وفي ما يتعلق بانتشار الجيش، قال عون إن المؤسسة العسكرية تمكنت من بسط سلطتها في منطقة جنوب الليطاني غير المحتلة، مشيرًا إلى أنها "جمعت السلاح من تلك المناطق ودمّرت ما لا يمكن استخدامه منه"، بشهادة اللجنة العسكرية الخماسية.
وأكد أن الجيش سيستكمل انتشاره في الجنوب رغم عدم التزام إسرائيل بتعهداتها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مستندًا إلى خطة لضم 4500 جندي جديد، يجري تطويعهم وتدريبهم حاليًا.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن الدولة تعمل على تأمين تمويل طويل الأمد لدعم المؤسسة العسكرية، قائلاً إن لبنان "يسعى للحصول على مليار دولار سنويًا لمدة عشر سنوات لدعم الجيش وقوى الأمن".
وأضاف أن الجيش قدّم تضحيات جسيمة، مشيرًا إلى أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت الضابط محمد فرحات في جنوب البلاد، بعدما واجه القوات الإسرائيلية "وجهًا لوجه" في موقف وصفه بـ"البطولي"، مجددًا التأكيد على أن "كل سلاح خارج الدولة يجب أن يُسحب، احترامًا للشهداء وتضحياتهم".
وشدد عون على أن "لا فئة يجب أن تستقوي بسلاح أو دعم خارجي أو محور إقليمي"، مشيرًا إلى أن "الشرعية لا تكون إلا بشرعية الجيش"، داعيًا القوى السياسية إلى الاصطفاف خلف المؤسسة العسكرية في ما وصفه بـ"اللحظة التاريخية".
وشدد على أن ما يطالب به الجيش اليوم هو تفويض رسمي لحمل السلاح عن جميع اللبنانيين، وحماية الحدود باسم الدولة وحدها، قائلاً: "العيد لا يكتمل إلا باكتمال التحرير، والبدء بالإعمار، وتكريس حصرية السلاح بيد الجيش".