تل أبيب -PNN- تشير التقارير إلى وجود استياء كبير داخل دولة الاحتلال بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الأمني دون بحث اتفاق الهدنة في قطاع غزة المحاصر. الاجتماع الذي عُقد يوم الثلاثاء الماضي، أسفر عن قرار بعقد اجتماع آخر يوم الأحد المقبل لمناقشة خطة العمليات العسكرية، مما يعكس حالة من الارتباك في القيادة الإسرائيلية.
الصحفي والمراسل العسكري رون بن يشاي، في مقال له، أكد أن الانقسام لا يقتصر فقط على الجمهور الإسرائيلي، بل يمتد إلى القيادة العليا في جيش الاحتلال. حيث تتصاعد الخلافات حول مسألة المخطوفين واحتلال مدينة غزة، مما يعكس تباين الآراء بين القادة العسكريين حول كيفية التعامل مع الوضع.
التوجه الأول، الذي يتبناه رئيس الأركان، يرى أن إبرام صفقة جزئية مع حماس في الوقت الحالي قد يجعل الاحتلال الكامل لمدينة غزة غير ضروري أو يؤجله إلى وقت لاحق. ويعتقد أن نتائج المفاوضات الشاملة لإطلاق سراح الرهائن يجب أن تكون واضحة قبل اتخاذ أي خطوات عسكرية.
أما التوجه الثاني، الذي يدعمه عدد من الجنرالات واللواءات، فيعتبر أن خطة رئيس الأركان تحتوي على عيب رئيسي، حيث أنها لا تسمح بالضغط المستمر على حماس وتتطلب وقتاً طويلاً لتحقيق نتائج ملموسة. ويشدد هذا الرأي على ضرورة السعي نحو اتفاق جزئي للحفاظ على الزخم والقدرة على الضغط على حماس.
يعتقد رئيس الأركان أنه لا حاجة للإسراع في العمليات العسكرية، حيث يفضل فرض حصار على غزة أولاً، ثم إخلاء السكان، وبعد ذلك تنفيذ المناورة العسكرية العنيفة في المناطق التي لا يوجد فيها أسرى إسرائيليون. هذا النهج يهدف إلى تقليل عدد المصابين بين المقاتلين وضمان حياة الرهائن.
في المقابل، تطالب 'مدرسة كبار هيئة الأركان' التي تعارض الصفقة الجزئية، بتنفيذ فوري لخطة السيطرة على المدينة، مشددة على ضرورة التوقف فقط إذا تعهدت حماس بتحرير جميع المخطوفين. هذا التباين في الآراء يعكس حالة من الانقسام داخل المؤسسة العسكرية.
القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية يشكل حلاً وسطاً بين المدرستين العسكريتين، حيث تقرر التوجه إلى المفاوضات على صفقة شاملة وليس جزئية، ولكن تحت الضغط العسكري، بما في ذلك احتلال غزة إذا أصرت حماس على رفضها.
كما أفادت القناة 12 العبرية بأن إسرائيل أبلغت مصر بأنها غير معنية باتفاق مرحلي، وأنها ستتفاوض فقط على اتفاق شامل. هذا يعكس استمرار الحكومة الإسرائيلية في هجومها الموسع على مدينة غزة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
قبل اجتماع الكابينت، اتفق الجميع باستثناء رئيس الأركان على بدء خطة الهجوم الواسع على غزة، مما يدل على وجود توافق في الآراء بين معظم القادة العسكريين على ضرورة اتخاذ خطوات عسكرية حاسمة.
في الوقت نفسه، يزعم مقربون من نتنياهو أن إسرائيل قررت المضي قدماً في اتفاق شامل بشروطها، مما يزيد من حدة التوترات مع حماس، التي أكدت على إصرارها على عرقلة أي اتفاق قد يؤدي إلى تهدئة الوضع.