الشريط الاخباري

لوموند: نتنياهو يؤكد أن مواصلة الحرب هي السبيل الوحيد لإسرائيل من خلال الضربة في قطر

نشر بتاريخ: 10-09-2025 | سياسة , دولي
News Main Image

باريس / PNN - تحت عنوان: “ضربة في قطر.. وأثران دبلوماسيان.. كيف ينسف نتنياهو آفاق المفاوضات حول غزة”.. قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد من خلال ضربه لمبنى في العاصمة القطرية الدوحة أن مواصلة الحرب هي الخط الوحيد لدولة إسرائيل. خطٌّ يقود إلى استهداف قادة حماس في الدوحة، بعد ضرب بيروت وحزب الله، ودمشق والنظام السوري، وطهران ونظام الملالي، وصنعاء والمتمردين الحوثيين، مع تصعيد المعركة الجوية والبرية لاحتلال كامل مدينة غزة في القطاع الفلسطيني.

المكسب المباشر لإسرائيل من هذا التصعيد العسكري يبدو محدوداً جداً، توضح “لوموند”، مُشيرة إلىاستشهاد ستة أشخاص في الغارة الاسرائيلية في قطر، بينهم حراس شخصيون وكوادر متوسطة في حركة حماس، بينما ظل القادة الرئيسيون للحركة على قيد الحياة على ما يبدو. وأكدت حماس: “العدو فشل في اغتيال أعضاء الوفد المكلّف بالمفاوضات”، مضيفةً أن “استهدافهم في الوقت الذي يناقشون فيه آخر مقترح قدّمه ترامب يؤكد أن نتنياهو وحكومته لا يريدون أي اتفاق ويسعون عمداً لإفشال الجهود الدولية”.

بضرب أرض قطر، استهدفت إسرائيل في وقت واحد عاصمة دولة وسيطة، والقادة المفاوضين من حركة حماس. ضربة واحدة، وأثران دبلوماسيان. ومعها، تتراجع كل آفاق التوصل إلى وقف إطلاق النار، على الأقل في المدى القريب، تقول “لوموند”.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير قد هدّد علناً في أواخر آب/أغسطس: ”معظم قادة حماس المتبقين موجودون في الخارج وسنصل إليهم أيضاً”. وكان الجيش قد زعم اغتيال الناطق باسم الحركة في غزة المعروف بأبي عبيدة (دون تأكيد رسمي من حماس)، ورئيس وزراء الحوثيين أحمد الرهوي في صنعاء، كما اغتال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في أيلول/سبتمبر 2024، ورئيس الأركان الإيراني في حزيران/يونيو، تُذكِّر “لوموند”.

رغم هذا التحذير، اجتمع مفاوضو حماس في مقرهم الرسمي بالدوحة، معتقدين أنهم محميون بالمظلة القطرية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. وكانوا بصدد دراسة آخر مقترح لوقف إطلاق النار طرحته واشنطن قبل أيام مقابل الإفراج دفعة واحدة عن جميع الرهائن.

 وقال دونالد ترامب في 5 أيلول/سبتمبر الجاري: “نحن في مفاوضات معمّقة مع حماس”. وقبل أسابيع، كانت القيادة السياسية والعسكرية للحركة قد وافقت على مشروع هدنة مؤقتة بوساطة قطر ومصر – لكن نتنياهو لم يرد قط، ولم يطرح المقترح رسمياً أمام حكومته.

لم يتوقف القادة الإسرائيليون عن ترديد عزمهم على تدمير حماس بالكامل. وقال نتنياهو في حفل بالسفارة الأمريكية بعد إشرافه على الضربة: “كان هناك زمن يُقتل فيه اليهود بلا عقاب. لكن منذ قيام إسرائيل، انتهت تلك الأيام”.

وتنقل “لوموند” عن يعقوب أميدرور، اللواء السابق ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، والمقرّب من نتنياهو، قوله: “هذا يتوافق مع القرار التاريخي الذي اتخذته حكومته مباشرة بعد 7 أكتوبر: هذه المنظمة لن تبقى موجودة. حتى لو استغرق الأمر عشر سنوات، سنقضي عليها. حتى لو اضطررنا للعمل في أماكن لم نعمل فيها من قبل، مثل الدوحة. هذه المنظمة لن تبقى لا في غزة ولا في الضفة ولا في الشرق الأوسط. سنقتلهم جميعاً”.

ويبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو بأن اغتيال القادة يهدف إلى الضغط على حماس  ودفعهم للتفاوض على أسس أكثر ملاءمة لإسرائيل. وقال مساء الثلاثاء مخاطباً سكان غزة: “لا تدعوا هؤلاء القتلة يضللونكم. اصنعوا السلام معنا. اقبلوا مقترح الرئيس ترامب”.

ويرى بعض العسكريين الإسرائيلين بأن تصفية قادة حماس في قطر قد تدفع السلطة داخل الحركة إلى الانتقال نحو القادة الباقين في غزة، الأكثر خضوعاً للضغط العسكري الإسرائيلي.

ومضت “لوموند” معتبرة أن الكلفة الدبلوماسية لهذه الضربة كبيرة جداً على إسرائيل التي تزداد عزلة على الساحة الدولية. ويقول مايكل ميلشتاين، مدير منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب: “لا شك أن هذه الهجمة ستؤثر على العلاقات بين إسرائيل وقطر. ليس فقط على المفاوضات، بل أيضاً على مسألة ما بعد الحرب ودور الإمارة في غزة. وكذلك على دول الخليج ومصر والأردن”.

وتساءلت “لوموند”: هل ستؤثر الضربة في الدوحة على موقف ترامب من حليفه الإسرائيلي بعدما استُهدف حليفه القطري؟ واعتبرت الصحيفة أن الضربة تمثل مرحلة جديدة في العلاقة الفوضوية بين ترامب ونتنياهو.

المصدر / القدس العربي 

شارك هذا الخبر!