الخليل / PNN / في فلسطين يعيش الأطفال شعور الخوف والأمل ويحلمون بأحلام بسيطة كأن يحتفظوا بملعبهم القريب من بوابة مستوطنة الكرمل ،وشارع استيطاني يستخدمه المستوطنون والمزارعون ،ومستوطنة كرمئيل،فالملعب مهدد بالإزالة والهدم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه ،فهو المكان والملاذ الوحيد الذي يحتضن الأطفال الخمسة وستون في خربة أم الخير الى الجنوب من مدينة الخليل حيث يمارسون هوايتهم المفضلة بلعب كرة القدم .
في خربة أم الخير جنوب مدينة الخليل تحديدا يعيش الأطفال حالة من الخوف والأمل في آن واحد، ويحلمون بأحلام بسيطة، مثل الاحتفاظ بملعبهم القريب من بوابة مستوطنة الكرمل وشارع استيطاني يستخدمه المستوطنون والمزارعون. الملعب، الذي يضم خمسة وستين طفلاً، يشكل الملاذ الوحيد لهم لممارسة هوايتهم المفضلة بلعب كرة القدم، إلا أنه مهدد بالإزالة والهدم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
تقع خربة أم الخير في المنطقة الجنوبية من مدينة يطا، محافظة الخليل، وتعد جزءًا من تجمعات مسافر يطا التي تضم عدة قرى فلسطينية. يقدر عدد سكان خربة أم الخير بحوالي 516 نسمة، وهم من عائلة الهذالين، الذين استقروا في هذه المنطقة بعد أن طردتهم إسرائيل من صحراء عراد واشتروا الأرض من سكان بلدة يطا الفلسطينية.
يقول الطفل، خليل شُعيب الهذالين، إنه لا يريد أن يأخذ الاحتلال الملعب من أطفال خربة أم الخير، معتبرا أن له قصة صمود وثبات فيه من خلال اللعب منذ سنواته الاولى ويامل ان يستمر في اللعب فيه والا ياخذه المستوطنون.
ويوضح الطفل خليل أن الأطفال يقسمون أنفسهم لفريقين، يتناوبون على اللعب وحراسة المرمى، ويتنافسون بروح رياضية، حيث يكون أحدهم كابتن الفريق مرة، وابن عم آخر في المرة التالية، والفائز يتحدى الفريق الثاني.
اعتداءات وممارسات استفزازية لتجريف الملعب
في عام 2025، نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليات هدم طالت ثلاثة مساكن في خربة أم الخير، بحجة البناء دون ترخيص في المنطقة المصنفة "ج"، التي تدعي إسرائيل سيطرتها عليها. وقد أسفرت هذه العمليات عن تشريد ثلاث أسر من عائلة الهذالين، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
يقول رئيس المجلس القروي في خربة أم الخير، خليل الهذاليين، إن الاحتلال يمارس سياسات استفزازية واعتداءات يومية بحق الأطفال والأهالي. يتم إيقاف الأطفال أثناء لعبهم في الملعب الذي تحيطه من ثلاث جهات المستوطنات الإسرائيلية، ويتعرضون للشتائم من المستوطنين وجنود الاحتلال، الذين يرفضون تأهيل الملعب بحجة قربه من المستوطنات بالإضافة إلى ذلك، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أراضي خربة أم الخير، مما يزيد من الضغوط على السكان المحليين ويهدد مصادر رزقهم.
في حديثه مع مراسل PNN يبين خليل الهذليين أن المجلس القروي لخربة أم الخير أعاد إصلاح الملعب، ولكن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمنعهم من إكمال العمل في إصلاح الملعب ،من خلال منعهم من فرش أرضيته بالبسكورس أو وضع العشب على أرضه “ الانجيل”، ويمنع علينا أن نوفر للأطفال مستلزمات السلامة العامة ، فالملعب مليء بالأتربة والحجارة الصغيرة ما يعرض الكثير من الأطفال للإصابة بالكسور والجروح أثناء لعبهم وهذا حدث بالفعل مع الكثير من الأطفال.
ويضيف الهذاليين أن المجلس القروي حاول إعادة إصلاح الملعب، لكن سلطات الاحتلال تمنعهم من استكمال العمل، بما في ذلك فرش الأرضية بالبسكورس أو وضع العشب الاصطناعي “الإنجيل”، ومنع توفير مستلزمات السلامة العامة للأطفال. الملعب مليء بالأتربة والحجارة الصغيرة، ما يعرض الأطفال للإصابة بالكسور والجروح أثناء اللعب، وقد حدث ذلك بالفعل لعدد منهم.
ويؤكد الهذاليين أن الملعب هو المكان والمتنفس الوحيد للأطفال بعد المدرسة وفي العطلات الصيفية، حيث يمارسون هوايتهم في كرة القدم. ورغم توقيف الأطفال بشكل متكرر والاعتداء عليهم يوميًا، يصر الأهالي على التواجد معهم لحمايتهم من اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال.

ويقول الهذاليين أن لأطفال في خربة أم الخير يقضون في الملعب أغلب وقتهم بعد الدراسة وفي أيام العطل وفي العطلة الصيفية، ويمارسون هواياتهم باللعب ولعب كرة القدم ، ورغم أن جنود الاختلال يوقفون الأطفال كثيرا أثناء لعبهم ويعتدون عليهم بشكل يومي ومتكرر ، ما يلقي بشعور الخوف والقلق في قلوب الأهالي ويدفعهم للتواجد مع أبنائهم على أرضية الملعب لحمايتهم من اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال .
ويشير الهذاليين إلى أن الخوف من مصادرة الملعب أصبح يؤرق الأطفال، ما يدفعهم للبكاء في كثير من الأحيان. وهو ما أكده الطفل عودة عمار الهذالين، أحد أطفال الخربة، الذي عبر عن حزنه العميق وتعلقه بالملعب، مؤكداً أن هذا المكان يمثل الفرصة الوحيدة لهم للعب، وأنه لا يرضى بأن يصادر الاحتلال الملعب أو يهدمه.
ويبرز رئيس المجلس القروي، خليل الهذاليين، أن رمزية الملعب تتجسد أيضًا في قصة صمود الأهالي واستشهاد المدرس عودة الهذاليين، الذي استُشهد بداية أغسطس 2025 أثناء محاولته التصدي لهجمات المستوطنين أثناء تصويره على أرض الملعب، إذ امتزج دمه بتراب الأرض، ليصبح رمزًا للصمود ودرسًا للأطفال وأهالي الخربة حيث يعطي ما جرى رمزية ورسالة صمود لأهالي الخربة وللأطفال.
ويؤكد الهذاليين أن أهالي أم الخير وأطفالهم ثابتون في أرضهم، ولن يغادروا إلا إلى القبور، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وصمودهم رغم الظروف القاسية.
من الجدير بالذكر أن أهالي خربة أم الخير وأهالي مسافر يطا جنوب الخليل يتعرضون لسياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال ومستوطنيه من هدم للمساكن ومصادرة للأراضي ومنع رعاة الغنام من التوجه لأراضيهم بهدف دفعهم لترك أراضيهم والرحيل لصالح توسيع البؤر الاستيطانية واقامة بؤر جديدة وايصالها وربطعها مع بعضها البعض لأنشاء مدن استيطانية كبيرة .
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.





