واشنطن / PNN - قدّم جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وأحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة، وصفاً صادماً لحجم الدمار الهائل الذي شاهده في قطاع غزة خلال زيارته الميدانية الأخيرة، قائلاً إن المشهد بدا "وكأن قنبلة نووية انفجرت هناك"، لكنه في الوقت ذاته رفض الإقرار بأن ما حدث يرقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية".
جاءت تصريحات كوشنر بعد أكثر من أسبوع على زيارته للقطاع برفقة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، عقب دخول الهدنة حيز التنفيذ، لتعكس هول الكارثة التي خلفتها الحرب المستمرة لأكثر من عامين، والتي أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية، ومنازل المدنيين، والمدارس، والمستشفيات.
وقد أثارت تصريحاته جدلاً واسعاً، خصوصاً في ظل رفضه استخدام المصطلح القانوني الذي اعتبرت العديد من المنظمات الحقوقية والدول أنه الأكثر دقة لوصف ما حدث.
وفي وصفه لما شاهده، قال كوشنر: "بدا الأمر كما لو أن قنبلة نووية فُجّرت في تلك المنطقة". وأضاف أن ما أثّره بشكل خاص هو مشهد الناس الذين عادوا إلى مناطقهم المدمرة، في ظل غياب أي مقومات للعيش.
وروى قائلاً: "رأيت الناس يعودون أدراجهم، فسألت الجيش الإسرائيلي: إلى أين يذهبون؟ فقالوا لي إنهم يعودون إلى المناطق التي كانت فيها منازلهم المدمرة، إلى أرضهم، لينصبوا خيمة فوق الأنقاض".
وأكد كوشنر أن هذا المشهد كان "محزناً للغاية، لاسيما أن كل شيء كان مدمراً"، مضيفاً: "إنه لأمر محزن للغاية، لأنك تفكر في نفسك وتقول ليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه".
وأوضح أن الدمار لم يقتصر على المباني، بل شمل المدارس والمستشفيات والمرافق العامة، ما يجعل إعادة الإعمار مهمة ضخمة ومعقدة.
وعلى الرغم من وصفه الصادم للدمار، وعند سؤاله مباشرة في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" عن ما إذا كان ما حدث في غزة "إبادة جماعية"، أجاب كوشنر، وكذلك المبعوث ويتكوف، بـ"لا"، معتبراً ما حدث بأنه حرب ضمن سياق النزاع المستمر.
ويختلف هذا الموقف مع توصيفات العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الادعاءات المقدمة أمام محكمة العدل الدولية، التي رأت في تصعيد العمليات العسكرية آثاراً كارثية على المدنيين، وتدخلت لتوثيق الانتهاكات المزعومة.
ولعب كوشنر دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ الذي أنهى الحرب وفرض هدنة هشة بين الطرفين. وأشار في تصريحاته الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة ترى حتى الآن أن حركة "حماس" تسعى إلى الالتزام بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
وقال كوشنر: "أردنا إطلاق سراح الرهائن وأردنا وقف إطلاق نار حقيقي يحترمه الطرفان، وأراد الطرفان تحقيق الهدف، وعلينا فقط إيجاد طريقة لمساعدة الجميع على بلوغه".
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب جهوداً دولية متواصلة لضمان احترام الاتفاق، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار بشكل عاجل لضمان استقرار الحياة المدنية.
وتتركز الجهود حالياً على تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بملف الجثامين وإعادة الإعمار، ورسم ملامح مرحلة "اليوم التالي" في القطاع المدمر، حيث تحتاج غزة إلى خطط عاجلة لإعادة البنية التحتية الأساسية، بما يشمل الكهرباء والماء والصرف الصحي، وإعادة تشغيل المدارس والمستشفيات التي تضررت بشكل كبير.
وأكد كوشنر أن الدمار الهائل الذي شاهده سيشكل "تحدياً ضخماً أمام كل من يرغب في تحقيق الاستقرار"، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم دعم ملموس وسريع للقطاع، لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة آلاف المدنيين.