الشريط الاخباري

الحاجة عائشة اشتية : نموذج على سياسات الضم الاسرائيلية التي تتواصل على الارض رغم حديث ترامب عن منعه شاهد PNN فيديو

نشر بتاريخ: 26-10-2025 | سياسة , برامجنا التلفزيونية , تقارير مصورة , PNN مختارات
News Main Image

الاغوار الشمالية /تقرير PNN / يارا منصور - ببطء تفتح الحاجة عائشة اشتية  بوابة البركس الذي تعيش به اليوم في قرية النصارية، لتدخل إليه او تخرج منه حيث يلفه الاستيطان والمستوطنين بعد ان تحول هذا البركس إلى ملجأ قسري لها بعد ان كانت تعيش بكرامة في منزلها بمنطقة الحمرا بالاغوار الشمالية والوسطى التي يتهددها الاستيطان والضم وتنفذ فيها دولة الاحتلال سياسات عنصرية وتجبر الناس على النزوح بها.

هذا و يسعى الاحتلال للسيطرة على منطقة الأغوار، التي تشكّل نحو 26% من مساحة الضفة الغربية، وتُعدّ السلة الغذائية للفلسطينيين وفق ما يقول الخبراء والمحللين للشان الفلسطيني.

و تكشف خطوات الحاجة عائشة اشتية  المتعبة مأساة بيت فرض عليها الاحتلال بعد ان اجبرت أن تترك منزلها لتبدأ رحلة معلقة بين التهجير ومحاولات البقاء، رغم كل محاولات القلع المتواصلة في اطار سياسات الضم للأغوار حيث لم تبدد تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي قال فيها انه لن يسمح لاسرائيل بضم الضفة مخاوف الفلسطينيين من سياسات الضم والتهجير التي ما تزال حكومة اليمين تنفذها على ارض الواقع. 

و خرجت الحاجة عائشة من بيتها على عَجَل، تحمل في يدها سندات الأرض وخارطة الوطن، وفي قلبها ما تبقّى من حياةٍ سُلبت منها في لحظة.

وعن رحلة التهجير تقول الحاجة عائشة اشتية من منطقة الحمرا في الاغوار والتي اجبرت على النزوح من هناك الى قرية النصارية في الاغوار الوسطى في حديث مع مراسلة شبكة فلسطين الاخبارية PNN في شمال الضفة الغربية انها كانت تعيش في بيتها في منطقة الحمرا الوسطى ذهبت لنابلس فقام الجيران بالاتصال بها حيث يعيش في منطقتها خمسة عشر عائلة في في عدة بيوت وتم ابلاغها بانهم اجبروا على الرحيل جراء اعتداءات المستوطنين وهم مشتتين منذ ذلك الحين.

وتضيف :"قال الجيران أن المستوطنين ضربوا زوجي “الحاج” وهو في داخل الدار ، طبعا موضحة طبعا هم انتظروا طلاب المدارس حتى ذهبوا لمدارسهم وبعد تأكدهم من عدم وجود أحد دخلوا الى المزل واعتدوا على الحاج وضربوه ونقلوه الى المستشفى التركي حيث يتلقى العلاج منذ ذلك الحين".

وعن واقع حياتهم في البركس في قرية النصارية على قطعة ارض زراعية تعود لهم تقول الحاجة عائشة اشتية في حديثها مع مراسلة PNN :” تخيلي أنهم لم يتركوا لنا لا بقرة ولا تركتور ولا طاقة شمسية ولا نعجة ولا شيء نعيش من وراءه حيث وعيش بظروف مأساوية واقتصادية صعبة منذ ذلك الحين.

وتضيف وهي غاضبة انها توجهت للكثير من الجهات الحكومية والخاصة والاهلية دون ان يساعدها احد وقالت :"لم أدع اي جهة لم أطرق بابها ،ولم يتعرف علي أحد ويساعدني حتى ولو بشاقل واحد.

وعن ظروف الحياة في البركس بشكل يومي تقول الحاجة اشتية ان الأثاث الذي يستخدمونه أثاث يجمعه ابنها في سيارة مشطوبة من جنبات الشوارع ، ونحن نجلس على كنبات واثاث بحالة مزرية فلا جدران ولا بلاط في هذا البركس ودرجات الحرارة كونه من الحديد مرتفعة وقالت في أحد يترك الجنة ويخرج للنار ، نحن ذهبنا للنار  نحن نجلس في بركس حديد تحتنا نار وفوقنا نار ، نحن لا نعرف أن نعيش".

واكدت الحاجة عائشة انها لم تعد تمتلك شيئا بعد ان خرجتُ من منزلها بملابسها تحت تهديد السلاح واعتداءات المستوطنين ولم تاخذ معها حين خرجت سوى خارطة فلسطين وأوراق الطابو التي أخذتها غصب عنهم عندما جاؤوا لترحيلهم بوجود جيش الاحتلال حيث قررت ان تدخل لمنزلها بعد ان تشاورت مع ذاتها وقالت أما أموت أو أطيب واخذ اوراق البيت وخارطة فلسطين وفعلا دخلت وأخذتها وقام احد الجنود بمحاولة منعها وحاول اخذ الخارطة من بين يدي وحام بكسر زجاجها لكني تمسكت بها و أخرجتها لأنها تعني فلسطين الغالية علينا جميعا وتم تقديم  شهداء و جرحى واسرى ومبعدين من اجلها  وأنا أصبت بقدمي من اجل ماذا انا اقول من اجل فلسطين.

وتختم الحاجة عائشة حديثها مع PNN وليان خالها يقول ان المعركة في الأغوار لا تدور على الأرض فحسب، بل انها معركة على الوجود الفلسطيني بأسره، بين خيارين: البقاء أو التهجير

 

ضم جزئي صامت بدون اعلان 

من ناحيته يقول المحلل والصحفي محمد ضراغمة مختص بالشأن الاسرائيلي ان هناك ضغوطات من المستوطنين على حكومة اليمين من اجل ضم كل الضفة الغربية حيث يرى المستوطنين في هذه الحكومة الفرصة الافضل والمثلى لتنفيذ مخططاتهم باعتبارها و وزراءها جزء من حركة الاستيطان .

ويضيف ضراغمة في حديثه مع مراسلة PNN في شمال الضفة ان اليمين الاسرائيلي الحاكم في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشان منعه الضم يرى ان كان لابد أن يكون هناك ضم جزئي سيكون هناك الضم لمنطقة الأغوار وهي المرحلة الأولى من عملية الضم.

ويوضح ضراغمة ان الاحتلال ينتهج سياسة الأمر الواقع و التضيق على الناس الذي يدخل في إطار منع السلطة الفلسطينية ومنع سكان تلك المناطق من توفير الخدمات  الأساسية المطلوبة.

ويضيف ان المستوطنات في منطقة الأغوار ما يميزها عن بقية المستوطنات الأخرى في الضفة الغربية أنها مستوطنات زراعية ،بمعنى أنها تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار وهي أراضي خصبة ، وتمنع سكان الارض الاصليين من استغلالها لصالح المستوطنين الذين بالفعل ينفذون سياسة الضم على الارض فيما تصريحات الرئيس الامريكي تبقى تصريحات بالاسم لان الفعل على الارض هو ترحيل الفلسطينيين من الاغوار وضمها دونما ان يحرك ترامب او العالم من خلفه اي ساكن لمنع ممارسات المستوطنين وجيش الاحتلال التي تجبر الفلسطينيين على النزوح وما قصة الحاجة عائشة الا شاهد على هذا الترحيل.

ويؤكد ضراغمة ان تهجير الأهالي في الأغوار ليس صدفة، بل خطوة مدروسة يسعى من خلالها المستوطنون لإقامة بؤر جديدة تُرسّخ وجودهم، على حساب حياة الفلسطينيين وأرضهم


 

 

 

شارك هذا الخبر!