غزة / PNN - تحرير - منى عمارنة - في غزة أجساد أطفال أنهكها الجوع والعطش وحرب الإبادة المستمرة حرمت الكثير من الأطفال حقهم في الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية اليومية ، هناك وسط الركام والدمار والفقد والاستشهاد يحرم أطفال الشلل الدماغي و الاحتياجات الخاصة ومن يعانون الاعاقة من مقومات الحياة ويواجهون سوء التغذية .
في خيمة متواضعة تفتقر لأبسط مقومات الحياة تفترش منال خميس سحويل الأرض وتحتضن طفلتها دانا أحمد سحويل ابنة الستة أعوام ونصف التي تعاني من الشلل الدماغي منذ الولادة حيث شخصها طبيب الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى بالإصابة بمرض سوء التغذية حالها حال أطفال غزة حيث لا طعام ولا ماء ولا دواء ولا علاج.
تقول الأم منال سحويل أن ابنتها تعاني من عدم توفر دوائها والعلاجات الازمة في ظل قصف الاحتلال للمستشفيات والمراكز الطبية بالقطاع ،هذا الى جانب الجوع والعطش وصعوبة توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها الستة ،بعد استشهاد الأب ونزوح العائلة من منزلها بعد قصفه في عزبة بيت حانون شمال القطاع، ورحلة النزوح في مراكز الإيواء بمخيم جباليا ومدينة غزة وصولا الى الجنوب ،رحلة فقد وألم عاشتها من استشهاد الأب وأم الأب وابن الأخ والأخوة الثلاث غير الشهداء من الأقارب والأسرى لدى الأحتلال .
تتحرك دانا في حضن والدتها بصعوبة، اذ تديرها أمها دون حول ولا قوة منها |،تصف منال سحويل بكاء ابنتها أثناء الليل من الجوع وكيف تسكتها ببضع قطرات من الماء والمكملات الغذائية علها تشعر بالشبع ، فدانا لا تفهم من الحياة وجود الأكل والماء من عدمه هي تبكي وتصرخ تريد تناول الطعام، لايمكن اسكاتها بكلمات تصبرها على الجوع كباقي اخوتها .
تحتاج دانا لطعام مخصص لحالتها المرضية ولطعام مطحون يتناسب معها وللماء والخبز ولتناول الخضار والفواكه التي لم تعد موجودة منذ اندلاع حرب الإبادة ، وتحتاج الى مكملات غذائية ودواء وعلاجات طبية وعلاج طبيعي، كلها فقدت بسبب الخراب والقصف الذي لحق بالمستشفيات والمراكز الصحية بالقطاع .
تستذكر منال سحويل صورة ابنتها قبل الحرب اذ كانت تتلقى الرعاية من العائلة والأب الذي كان يحارب لتأمين احتياجات ابنته وأدويتها ومتطلبات أطفاله، وكيف أصبحت الآن لا تقوى على تأمين أبسط الحاجيات لأبنتها المريضة وأطفالها الأخرين، فهي تحاول جاهدة أن تأمن وجبة غداء واحدة من التكيات والمراكز التي تقدم الطعام للنازحين وأهالي القطاع علها تسكت رمق بطون أبنائها الخاوية ، وهي لا تقوى على تأمين حفاظات البمبرز لطفلتها بسبب غلاء الأسعار فيبلغ ثمن الواحدة منها 10 شواقل وهو ما لاتستطيعه الأم المكلومة، ما دفعها لاستبدال القطن داخل الحفاظة بقطعة قماش قابلة للتنظيف علها تلبي حاجةابنتها الملحة .
تطمح أم دانا أن تخرج ابنتها بتحويلة للعلاج بمستشفيات خارج القطاع ،لعل وعسى أن تتلقى العلاج الملائم لتحسن حال ابنتها أو تتلقى العلاج الطبيعي والازم لتتحسن حالتها ولتتلقى الغذاء والدواء الذي تحتاجه علها تستطيع أن تكمل مشوار حياتها بصحة جيدة
تأمل منال سحويل أن تنتهي الحرب ويعود الاستقرار لأبناء القطاع وتستطيع أن تؤمن احتياجات أطفالها من ملبس ومسكن وطعام علهم يكملوا حياتهم كباقي الناس دون الحاجة لأحد.