الشريط الاخباري

القاهرة صعدت ضغطها : مصر بانتظار رد إسرائيلي على مقترح هدنة لمدة 60 يوماً

نشر بتاريخ: 28-08-2025 | سياسة , PNN مختارات
News Main Image

القاهرة /PNN/ تنتظر مصر الرد الإسرائيلي على مقترح الهدنة لمدة 60 يوماً الذي تم طرحه في أوائل آب/أغسطس، محذّرة في الوقت ذاته من العواقب الوخيمة للسياسات العدوانية التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة وفق ما جاء في تقرير نشرته صحيفة الاهرام المصرية باللغة الانكليزية على موقعها الالكتروني صباح اليوم.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن "الجرائم الإسرائيلية الممنهجة وحرب الإبادة ضد المدنيين الأبرياء في غزة، والمخططات المستمرة لتهجير سكانها، لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة".

وأضاف البيان أن هذه السياسات تعكس "استخفاف إسرائيل الكامل بجهود الوسطاء، وبمقترح وقف إطلاق النار، وبملف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وانسياب المساعدات الإنسانية، والمطالب الدولية بإنهاء الحرب وتخفيف معاناة الفلسطينيين بعد ما يقارب العامين من الصراع".

وحذّر من أن "انتهاكات الحكومة الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي في غزة، خدمةً لمصالح سياسية ضيقة، لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد في المنطقة".

وأكد البيان أن مصر تتابع "بقلق بالغ" إصرار الحكومة الإسرائيلية على شن هجوم عسكري يستهدف السيطرة على مدينة غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الحرب على القطاع.

وقال محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن اللهجة المصرية المتصاعدة تتماشى مع التصعيد الذي تنفذه حكومة نتنياهو المتشددة، والتي تجاهلت كل الجهود الدولية لإنهاء الحرب. ووافقه الرأي محمد حجازي، عضو المجلس ومساعد وزير الخارجية الأسبق.

لكن كلاً من العرابي وحجازي أكدا أن هذه اللهجة لن توقف الدور المصري كوسيط في الصراع، بل تعكس التزام مصر بدعم القضية الفلسطينية وتوجيه رسالة قوية لإسرائيل بعدم رفض الهدنة أو تهديد أمن المنطقة.

وأوضح العرابي أن اللهجة المصرية الحادة بدأت في 5 آب/أغسطس، قبل أيام من إعلان إسرائيل خطتها لاحتلال كامل قطاع غزة، عندما اتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفيتنامي.

وقال السيسي حينها إن "الحرب في غزة تجاوزت كل منطق أو مبرر، وأصبحت حرب تجويع وإبادة جماعية ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية".

وفي خطاب أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي يوم الإثنين، جدّد وزير الخارجية بدر عبد العاطي رفض مصر القاطع لانتهاكات إسرائيل الممنهجة وارتكابها "جرائم وإبادة جماعية ضد شعب أعزل"، وتجاهلها لكل القوانين والأعراف الدولية.

كما رفض عبد العاطي بشكل قاطع تصريحات نتنياهو الأخيرة حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، معتبراً أنها تعكس "غطرسة القوة"، مؤكداً أن مصر لن تقبل بذلك ولن تسمح به.

واتهم إسرائيل بالمسؤولية عن استمرار الحرب وتجاهلها المتعمد لمحاولات الوسطاء التوصل إلى وقف لإطلاق النار، كان آخرها المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس الأسبوع الماضي.

المقترح كان سيؤدي إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن والأسرى، والتوصل إلى هدنة، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة الكارثة الإنسانية في غزة.

وقال حجازي إن خطاب عبد العاطي في منظمة التعاون الإسلامي يشير إلى أن إسرائيل تعمّدت إفشال مقترح الهدنة، بدعم كامل من الولايات المتحدة، رغم أن بنود الاتفاق صاغها أصلاً المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وقبلتها الفصائل الفلسطينية دون شروط، وفي مقدمتها حماس.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الإثنين إن حرب غزة ستصل إلى "نهاية حاسمة" خلال أسبوعين أو ثلاثة، مشيراً إلى وجود "دفعة دبلوماسية جدية" لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو عامين.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "أعتقد أنه خلال أسبوعين أو ثلاثة سيكون هناك نهاية حاسمة جيدة".

لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، المعروف بتوجهاته المؤيدة لإسرائيل، قال: "إن أحد شروط إنهاء الحرب هو أن لا تقود حماس غزة، وهو أيضاً أحد المطالب الرئيسية لإسرائيل. نحن نريد للحرب أن تنتهي، ولكن أن تنتهي من دون حماس".

وقال حجازي إن توقعات ترامب "غير واضحة الأساس"، خاصة مع إشارة إسرائيل إلى أنها غير مهتمة بمقترح الهدنة المرحلية الذي وافقت عليه حماس الأسبوع الماضي في القاهرة.

وأضاف: "الحكومة الإسرائيلية تمضي قدماً في خططها للسيطرة على مدينة غزة، وهو ما قد يستغرق عدة أشهر على الأقل".

وكان عبد العاطي قد صرح مراراً بأن ما بعد حرب غزة لن تكون حماس في السلطة، وأن السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة القطاع، مشيراً إلى أنه لا يستبعد نشر قوات مصرية أو دولية مؤقتة بقرار من مجلس الأمن لضمان إقامة دولة فلسطينية.

وأشارت تقارير إعلامية هذا الأسبوع إلى أن مصر، في مواجهة تعنّت إسرائيل، قررت تعزيز قواتها المسلحة على الحدود مع غزة، خشيةً من احتمال سيطرة إسرائيل على مدينة غزة وإجبار نحو مليون فلسطيني على النزوح جنوب القطاع باتجاه الحدود المصرية.

وقالت التقارير إن تعزيز القوات المصرية رسالة واضحة برفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين قسراً إلى سيناء أو أي دولة أخرى، وتحذيرها من أي اختراقات أمنية لأراضيها.

وأكد محافظ شمال سيناء خالد مجاور الأسبوع الماضي أن "من يظن مجرد التفكير في الاقتراب من الحدود المصرية سيفاجأ بردنا".

وقال حجازي إن الجهود المصرية للوساطة لا تزال مستمرة، مشيراً إلى أن عبد العاطي كثّف اتصالاته مع نظرائه بشأن الوضع في غزة.

وأضاف: "نحتاج إلى تحرك دولي أكثر حزماً، سواء من خلال مجلس الأمن أو عبر فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل"، لافتاً إلى أنه من الإيجابي أن عدداً من الدول، خاصة في أوروبا الغربية مثل فرنسا وبريطانيا، تخطط للاعتراف بفلسطين كدولة خلال اجتماعات الجمعية العامة الشهر المقبل، بينما قررت دول أخرى مثل النرويج وألمانيا تعليق صادرات السلاح والاستثمارات إلى إسرائيل".

وتابع: "لكننا نحتاج إلى خطوات أقوى، مثل فرض عقوبات اقتصادية لإجبار حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة على قبول اتفاق الهدنة وإنهاء الحرب في غزة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلف لوكالة أنباء الشرق الأوسط هذا الأسبوع إن جهود مصر للتوسط في وقف إطلاق النار ووقف حملة التجويع ضد الفلسطينيين تهدف إلى تحقيق هدنة، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، وتسهيل تبادل الأسرى.

وأضاف: "المحادثات شهدت مدّاً وجزراً منذ أن فشلت إسرائيل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي. الكرة الآن في ملعب إسرائيل بعد أن تم طرح المقترح المصري-القطري، وما زلنا نأمل أن تستجيب إسرائيل أخيراً لصالح التهدئة".

وأوضح أن الهدنة، التي وافقت عليها حماس بالفعل، تدعو إلى وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتبادل الرهائن والأسرى.

وأكد عبد العاطي للصحافة يوم الإثنين أن مصر ساهمت بنسبة 70 في المئة من إجمالي المساعدات التي دخلت غزة منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأضاف أنه بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ستستضيف مصر مؤتمراً دولياً حول التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.

وانتقد الهجمات التي تعرضت لها السفارات المصرية في الخارج "بذرائع كاذبة حول حصار غزة". وقال إن "استهداف السفارات المصرية يعكس دوافع سياسية داخلية وليس إنسانية. وهو يخدم الاحتلال الإسرائيلي عبر تشتيت الضغط الدولي عنه وتحميل مصر جرائم لم ترتكبها".

وشدد قائلاً: "الغضب من حصار غزة مشروع، بل واجب أخلاقي وإنساني. لكن توجيه هذا الغضب نحو مصر قلبٌ للحقيقة وتزوير للواقع".

واختتم عبد العاطي مؤكداً: "إسرائيل هي الطرف الذي يشن حرباً غير إنسانية على غزة، قُتل فيها أكثر من 62 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 100 ألف، بينهم أكثر من 12 ألف طفل".

شارك هذا الخبر!