غزة /PNN / وكالات - تعرضت عشر سفن على الأقل من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة، فجر الأربعاء، لهجمات متكررة من طائرات مسيرة في عرض البحر المتوسط، وسط سماع دوي انفجارات وتشويش واسع في الاتصالات على متن القوارب، دون أن يعلن عن وقوع إصابات بشرية حتى الآن.
و نشرت صفحة أسطول الصمود العالمي على إنستغرام مقطع مصور لما تقول إنه انفجار قرب أحد قوارب الأسطول في البحر المتوسط.
وبحسب ما ظهر في الفيديو فقد جرى انفجار قرب احد السفن وشوهد احد الركاب على متن هذه السفينة وهو يسقط او يستلقي على ارض السفينة.
وقال الاسطول ان عدة انفجارات دوت في محيط السفن ولم يعرف مصدرها حتى اللحظة لكن يعتقد ان اسرائيل تقف وراء هذه الانفجارات في محيط السفن كما قال صحفيون مرافقون للاسطول في تغريداتهم.
وأفادت مصادر اعلامية عن أسطول الصمود أن مسيرة ألقت مادة برائحة البارود فوق إحدى السفن دون وقوع إصابات.
وقالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، إن سبع هجمات بمسيرات استهدفت السفن بعد تحليق نحو 15 طائرة فوق الأسطول، مشددة على ضرورة توفير حماية فورية له.
من جانبها، أوضحت اللجنة المشرفة على الأسطول أن أجساما مجهولة ألقيت على عشرة قوارب، ما أدى إلى أضرار مادية، فيما رصد 13 انفجارا في محيطها.
وأشارت إلى أن إسرائيل تمارس حملة تضليل إعلامي لتبرير أي هجوم عسكري محتمل على القافلة الإنسانية، مؤكدة أن استهدافها يعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي.
ونقل ناشطون من على متن إحدى السفن أن الطائرات المسيّرة ألقت مادة مجهولة ذات رائحة بارود، دون أن تسجل إصابات.
ويأتي ذلك بعد سلسلة اعتداءات سابقة، إذ سبق أن أعلن الأسطول عن تعرض سفنه لهجمات مماثلة يومي 8 و9 من الشهر الجاري.
وتزامن ذلك مع تهديدات إسرائيلية مباشرة بمنع الأسطول من دخول ما تصفه بـ"منطقة قتالية"، وعرضها السماح برسو السفن في ميناء عسقلان لنقل المساعدات عبره، متهمة حركة "حماس" بالوقوف خلف رحلة الأسطول.
وكانت مصادر اسطول الصمود قد قالت بان عددا من الطائرات بدون طيار حلقت فوق سفن الاسطول في البحر المتوسط.
هذا وتجمع اكثر 50 سفينة في عرض البحر الأبيض المتوسط ضمن المياه الإقليمية جنوب اليونان، في انتظار انضمام 6 سفن أخرى قادمة من جزيرة كريت اليونانية، وذلك ضمن اسطول الصمود المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ نحو عامين.
ومن المنتظر أن تبحر جميع سفن أسطول الصمود دفعة واحدة إلى وجهتها الأخيرة نحو غزة اليوم أو صباح الغد، رغم التهديدات الإسرائيلية والمحاولات التي قامت بها حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب قضائيا لمحكمة العدل الدولية– لمنع وصول سفن الأسطول إلى هذه النقطة.
وصرح أحد المشاركين في الأسطول - بأن إحدى سفن الأسطول تعرضت للقصف من قبل طائرة مسيرة أثناء توقفها في أحد المواني، لكن طاقم السفينة استطاع إخماد الحريق الناتج عن القصف وإصلاح الضرر المترتب على ذلك.
وانطلقت أغلب سفن أسطول الصمود بداية من ميناء برشلونة الإسباني، منذ 23 يوما، وتوقفت في مينائي سيدي بوسعيد وبنزرت التونسيين عدة أيام، وهناك انضمت للأسطول سفن أخرى وجرت عمليات إصلاح للعديد من السفن، وبعضها استبعد لعدم صلاحيته لخوض هذه الرحلة، ثم انطلقت السفن إلى محطة تالية نحو ميناء سرقوسة بمدينة صقلية اليونانية.
الأسطول يحمل على متن سفنه نحو ألف ناشط من دول عديدة من مختلف أنحاء العالم، يحملون رسالة تضامن مع الفلسطينيين في غزة لما يتعرضون له من إبادة جماعية وقصف وتجويع من قبل جيش الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويعد التنسيق بين هذا العدد الضخم من السفن تحديا كبيرا، خاصة إذا كان أغلب هذا العدد صغير الحجم ولا يحمل معه مؤنا كافية من الطعام والمياه والوقود. وهنا يأتي دور السفينة "ألما" التي تعد أكبر السفن المشاركة في أسطول الصمود، والتي تزود باقي السفن بما تحتاجه من وقود وطعام.
أسطول الصمود يحمل رسالة إنسانية
ومن بين ثنايا صوت الأمواج المحيطة بالسفينة "ألما" يمكن تلخيص الرسالة التي يحملها المشاركون في عدة نقاط اهمها العمل الإنساني ليس بطولة، بل هو الحد الأدنى لما يجب فعله في مواجهة خذلان الحكومات والهيئات الدولية. مشددين على ان هذه المبادرة مدنية مستقلة، ولا ترتبط بأي جهة سياسية ولا تتلقى دعما رسميا، ولكنها تلقى تضامنا من الشعوب والمؤسسات في أنحاء العالم.
ويرفض أسطول الصمود كل محاولات تشويه صورته أو اتهامه بالارتباط بجهات متطرفة، معتبرا أن اتهامات دولة تُحاكم على جرائم الإبادة الجماعية لا تستحق الرد.
وتغلب على المشاركين روح جماعية من الحب والمسؤولية؛ فكل فرد هناك يعي أن أرواحهم ليست أهم من أرواح المدنيين الفلسطينيين، وأن امتياز جوازات سفرهم هو وسيلة لجذب انتباه العالم لجريمة الحصار،