طولكرم / PNN/ تقرير يارا منصور - "منذ السابع من أكتوبر العالم أصبح لنا”، هذا ما خطه جنود الاحتلال على جدران منزلة عائلة الفرعتاوي في طولكرم، هنا لم يسرق المنزل بل سرقت معه سنوات من التعب والكد والاجتهاد والذكريات.
وفي خضم العدوان وحرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني التي تعكسها هذه الكتابات العنصرية على جدران المنازل الفلسطينية يتعرض اقتصاد فلسطين عامة واقتصاد العائلات الفلسطينية لخسائر انسانية و مالية كبيرة جدا.
احد اشكال الاستهداف الاسرائيلي هي الاستيلاء على منازل الفلسطينيين وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى عمليات الحرق والتدمير، والتي تسببت في فقدان أكثر من 22 ألف عائلة لمنازلها ومصادر رزقها.
و امتد الدمار والاستهداف الاسرائيلي ليشمل مختلف مناطق الضفة الغربية وريفها، في سياق سياسات تهدف لتضييق الحياة على الفلسطينيين.
وفي هذا الاطار تعرضت عائلة الفرعتاوي في طولكرم لدمار كامل طال منزلها وتجارته، بعد سيطرة الاحتلال على منزلهم وتحويله إلى ثكنة عسكرية وحرقه بالكامل، ما أسفر عن خسائر مادية جسيمة وأثر كبير على مصدر رزقهم.
وقال ناصر الفرعتاوي إن الاحتلال دمر كامل تجارته وبضاعته، وأدى إلى فقدان كل ما جمعه من جهود خلال ٣٣ سنة في العمل، حيث وصلت قيمة البضائع المدمرة إلى مليون و٢٠٠ ألف شيكل موزعة على أربعة كونتنرات، مع وجود إثباتات على استيرادها من الصين، ما يجعل قيمة الخسائر في السوق نحو مليوني شيكل.

وأضاف أن المحلات كانت المصدر الوحيد لرزق العائلة، وأن تدميرها تركهم بلا دخل أو أي مصدر دعم اقتصادي.
وأكد أن هذه الخسائر تمثل جزءًا من سياسة ممنهجة تستهدف الفلسطينيين، حيث لم يُحرق المنزل فقط، بل أُحرق مصدر رزقهم وذكريات حياتهم، ما يعكس الأثر الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي يفرضه الاحتلال على العائلات الفلسطينية.
في الثالث من شهر آذار، استولى جيش الاحتلال على منزل العائلة وحوّله إلى ثكنة عسكرية لمدة تقارب أربعة أشهر، قبل أن يتم إحراق المنزل والمخازن، مما أدى إلى تدمير كامل للمكان.
وتقدر إجمالي قيمة الخسائر للعائلة في السوق تقدر بحوالي مليوني شيكل، ما يجعل المحلات التي كانت المصدر الوحيد للرزق خارج الخدمة بالكامل.
وقال رفيق فرعتاوي إنه وبعد السماح للعائلة بالعودة إلى منزلها عبر الارتباط الفلسطيني، وجدوا الدمار شاملاً في جميع أركان المنزل.
وأضاف أن العائلة تحاول إعادة تنظيم حياتها بعد الخسارة الكبيرة، إلا أن الطريق أمامهم لا يزال صعبًا بسبب حجم الدمار والآثار الممتدة لهذه السياسات على حياتهم اليومية.
وناشد ناصر الفرعتاوي جميع الجهات الرسمية لتتحمل مسؤولياتها في معالجة آثار هذا الدمار، وإيجاد حلول لمساعدة العائلات المتضررة، وتوفير الدعم لإعادة بناء منازلهم واستعادة مصادر رزقهم.
توضح قصة عائلة الفرعتاوي ان الاحتلال لم يحرق الجدران فقط، بل أحرق حياة عائلة كاملة ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تضييق الحياة على الفلسطينيين.
