الشريط الاخباري

غانتس يدافع عن سياسات نتنياهو العدوانية: الغرب أساء تفسير تصرفات إسرائيل بالحرب

نشر بتاريخ: 24-09-2025 | قالت اسرائيل
News Main Image

تل أبيب -PNN- أكد رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، على وجود إجماع بين الأحزاب الصهيونية على مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة، وأنه عمليا لا فرق بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والأحزاب في حكومته وبين الأحزاب الصهيونية في المعارضة.

واعتبر غانتس أن "القادة الغربيين ينظرون إلى سياساتنا في هذه الحرب ليس من منظور الأمن القومي، بل من منظور الأفراد، وعلى وجه الخصوص نتنياهو. وغالبًا ما يُؤطَّر النقاش في إطار سؤال عمّا يخدم نتنياهو، وكأن الأمن القومي الإسرائيلي يبدأ وينتهي برجل واحد. وهذه النظرة خاطئة وتضرّ بالاستقرار العالمي والتطبيع الإقليمي وأمن إسرائيل نفسها".

وادعى غانتس، في مقاله المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم، الأربعاء، أنه منذ 7 أكتوبر "شاهدتُ كيف أساء البعض في الغرب تفسير تصرفات إسرائيل في حربها ضد حماس. بالنسبة للإسرائيليين، لم يكن ذلك اليوم جولةً أخرى في الصراع، بل كان تذكيرا بما قد يحدث عندما يُستهان بالإرهاب على أعتابنا".

وحسب غانتس، فإن "هناك انقسامات وخلافات سياسية عميقة في إسرائيل"، لكنه بدا كمن يدعم بشكل مطلق سياسة نتنياهو في حرب الإبادة المستمرة منذ سنتين وإحباط الأخير المساعي لوقفها.

وأردف أن "المصالح الأمنية الجوهرية للبلاد ليست حكرًا على حزب. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، ترتكز على إجماع وطني متجذر في الواقع الصعب لمنطقتنا. وتشكّل معارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية جوهر هذا الإجماع. يجب أن يتضمن أي مسار للمضي قدمًا نحو استقلال مدني فلسطيني أوسع نطاقًا، سجلًا حافلًا بالحكم الرشيد والمساءلة أولا، وإصلاحات شاملة لمكافحة التطرف، وحملة ناجحة على العناصر الإرهابية التي تستهدف الإسرائيليين".

وأضاف غانتس أنه "غالبًا ما يُصوَّر الدعم المتزايد في الغرب للاعتراف على أنه توبيخ لكل من نتنياهو وسياساته الحربية. ولا يقتصر دافع اعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية على الضغط السياسي الداخلي فحسب، بل يبدو أيضًا أنه مدفوع جزئيًا بالعداء الشخصي بين القادة. والحقيقة هي أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في ظل الظروف الحالية لا يعني رفضًا لنتنياهو، وهذا يشكل رفضاً للإجماع الحزبي في إسرائيل بشأن القضايا الأمنية".

وطالب غانتس المجتمع الدولي بالانصياع لسياسات إسرائيل العدوانية والعنصرية، واعتبر أن "السؤال الحقيقي هو ما إذا كان المجتمع الدولي سيحترم الإجماع الساحق، وهو الإعلان الذي أقره العام الماضي 99 من أصل 120 عضواً في الكنيست في دولة ديمقراطية، والذي ينص على أن ’إسرائيل ستواصل معارضة الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية’، وأن ’مثل هذا الإجراء بعد السابع من أكتوبر من شأنه أن يكون مكافأة غير مسبوقة للإرهاب، ويمنع أي سلام مستقبلي’".

وفيما يرى قسم كبير في الرأي العام الإسرائيلي أن سياسة نتنياهو بإطالة الحرب على خلفية محاكمته بتهم فساد خطيرة والاستطلاعات التي تظهر ضعفه وعدم قدرته على العودة إلى الحكم بعد انتخابات مقبلة، ادعى غانتس أنه "بعد 7 أكتوبر، لم تكن السياسة (الإسرائيلية الداخلية) هي التي شكّلت ردّ الفعل العسكري الإسرائيلي، بل الضرورة".

وفي ظل تأييد الإسرائيليين لعدوان دولتهم في المنطقة، حاول غانتس تحسين صورته المنهارة في الاستطلاعات لدرجة التوقع أنه لن يتجاوز نسبة الحسم. وكتب أنه "رغم تردد نتنياهو، ضغطتُ (كوزير في كابينيت الحرب) من أجل عملية برية فورية في غزة. ودعوتُ إلى هجوم بري أقوى وأسرع في رفح رغم الضغوط الدولية. ودعوتُ إلى ردّ قوي على الأراضي الإيرانية عقب الهجوم الإيراني الأول في 13 نيسان/أبريل 2024، بينما اختار نتنياهو ردّاً رمزياً أكثر تحفظاً. وما زلتُ حتى اليوم أؤيد تماماً الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي في غزة على المدى الطويل لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها، وذلك من خلال الحفاظ على وجود عسكري على كامل محيط غزة".

وزعم أنه "يمكن أن تنتهي الحرب غداً إذا أُعيد الرهائن وتخلّت حماس عن سلاحها وقوتها".

وعبر غانتس عن تأييده لمخطط الضم في الضفة الغربية: "على الجبهة الشرقية، يجب على إسرائيل أن تستعد لتولي السيطرة الرسمية على غور الأردن الإستراتيجي في الضفة الغربية، والذي تسيطر عليه منذ عام ١٩٦٧، وذلك لمنع التهريب إلى الأراضي الفلسطينية وتسلل الإرهابيين إلى إسرائيل. هذه ليست مواقف سياسية، بل هي، في رأيي، متطلبات أمنية لمنع السابع من أكتوبر المقبل".

وادعى أن "أمن إسرائيل مسؤولية إسرائيلية خالصة، وليس هاجسًا إسرائيليًا فحسب. فهو يُرسّخ استقرار الشرق الأوسط ويخدم العالم الحر. وأهداف إسرائيل الأمنية، بما في ذلك ردع طموحات إيران الإقليمية وتدمير برنامجها النووي، تمنع توسع الفكر الأصولي المتطرف في المنطقة وسباق تسلح نووي أوسع. كما تحمي ممرات الشحن الحيوية، وتصون سلاسل التوريد الحيوية وحرية الملاحة".

وحسب غانتس فإن "التعاون مع إسرائيل في مكافحة الإرهاب أنقذ أرواحا في مدن أوروبية وأميركية. وتُسهم صادرات الغاز من شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في تنويع إمدادات الطاقة في أوروبا. ويُعزز الابتكار الإسرائيلي المرونة العالمية في مجالات تتراوح من الأمن السيبراني إلى الزراعة".

وخلص غانتس إلى الزعم أن "أعداء إسرائيل لا يكترثون بمن يحكمها. كل ما يريدونه هو ضمان أن تكون إسرائيل ضعيفة، وغير آمنة، ومنقسمة، وغير قادرة على الدفاع عن نفسها. على المجتمع الدولي أن يتبنى نفس الوضوح. لا شك أن نظرة الغالبية العظمى من الإسرائيليين إلى تزايد الاعتراف الدولي بالفلسطينيين ليست مسألة سياسية شخصية، بل هي بالأحرى مواجهة تحديات عصر جديد".

شارك هذا الخبر!