رام الله – PNN - في مثل هذا اليوم قبل عامين، اندلع العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، ليترك جرحًا غائرًا في الجسد الرياضي الفلسطيني. منذ 7 أكتوبر 2023، توقفت الحياة الرياضية في فلسطين تمامًا، وتحوّلت الملاعب إلى أطلال، وفقدت الأسرة الرياضية مئات الشهداء من لاعبين ومدربين وحكّام.
منذ اليوم الأول للعدوان، أُصيبت الرياضة الفلسطينية بالشلل الكامل. أُلغيت كل المسابقات والبطولات، وتوقفت تدريبات المنتخبات، بينما لم تنجُ المنشآت الرياضية من الاستهداف المباشر.
ففي غزة وحدها، دُمرت 269 منشأة رياضية بشكل كلي أو جزئي، شملت ملاعب كرة القدم، مقرات الاتحاد واللجنة الأولمبية، وأندية كبرى مثل خدمات الشاطئ وخدمات رفح واتحاد خان يونس. كما طالت الانتهاكات الضفة الغربية أيضًا، حيث دُمّرت منشآت رياضية في جنين وطولكرم، وكان آخرها استهداف مقر اتحاد الكرة في بلدة الرام قبل يومين فقط.
العدوان لم يقتصر على الحجر، بل طال البشر أيضًا. فقد وثّق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استشهاد 949 رياضيًا منذ بدء الحرب، بينهم 467 لاعب كرة قدم.
ومن بين الشهداء: سليمان العبيد، نجم نادي خدمات الشاطئ والمنتخب الوطني السابق وهاني المصدر، المدرب العام للمنتخب الأولمبي و محمد خطاب، الحكم الدولي المعروف وآخرون من المدربين والإداريين الذين قضوا في غارات استهدفتهم داخل منازلهم أو أثناء تأديتهم لمهامهم الرياضية.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، أعلن الاتحاد الفلسطيني شطب الموسم الكروي 2023/2024 رسميًا، والاعتماد على نتائج الموسم السابق. كما توقفت مسابقات الاتحادات الأخرى للألعاب المختلفة، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الرياضة الفلسطينية.
رغم الخراب، لم يصمت الصوت الفلسطيني. فقد وجّه رئيس الاتحاد الفلسطيني الفريق جبريل الرجوب رسائل عاجلة إلى: الفيفا و اللجنة الأولمبية الدولية و الاتحادات القارية و طالب بتعليق عضوية الفرق الإسرائيلية ووقف مشاركتها حتى إنهاء العدوان، مؤكدًا أن استهداف الرياضة يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي ولوائح فيفا.
كما عُرض في مؤتمر رسمي فيديو موثّق بالأرقام والصور يُظهر حجم الكارثة التي لحقت بالرياضة الفلسطينية.
اليوم، وبعد عامين من الحرب، لم تعد القضية الرياضية في فلسطين مجرد ملف داخلي، بل قضية إنسانية عالمية. ومع ذلك، يؤكد الاتحاد الفلسطيني عبر منتخباته وأنديته أن الرياضة ستنهض من تحت الركام، وستبقى فلسطين حاضرة في الملاعب، تمامًا كما هي في الذاكرة الإنسانية.