بوغوتا - PNN - أعلنت كولومبيا، اليوم الإثنين، استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات وفرض رسوم جمركية عقابية على بوغوتا، في ظل خلاف علني غير مسبوق مع نظيره الكولومبي غوستافو بيترو.
يأتي هذا التوتر بعد تصريحات حادة لترامب اتهم فيها بيترو بأنه “زعيم تجارة مخدرات”، متوعدًا بفرض عقوبات تجارية واسعة ووقف التمويل الأميركي لكولومبيا، التي تُعد أكبر متلقٍ للمساعدات الأميركية في أميركا الجنوبية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت، الأحد، تدمير زورق يُشتبه باستخدامه في تهريب المخدرات في المياه الدولية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وادعت واشنطن أن الزورق تابع لجماعة “جيش التحرير الوطني” الكولومبية.
الرئيس غوستافو بيترو رد باتهام ترامب بـ “القتل” و”انتهاك السيادة الكولومبية”، منتقدًا ما وصفه بـ “الحملة العسكرية الأميركية العدوانية في الكاريبي”.
وقالت وزارة الخارجية الكولومبية إن السفير دانييل غارسيا بينيا عاد إلى بوغوتا “للتشاور العاجل”، مشيرة إلى أن الحكومة ستعلن لاحقًا خطوات إضافية.
تبلغ قيمة المساعدات الأميركية لكولومبيا نحو 740 مليون دولار سنويًا، نصفها مخصص لمكافحة تهريب المخدرات. لكن العلاقات بين البلدين توترت مؤخرًا، بعدما ألغت واشنطن تصنيف كولومبيا كحليف في “الحرب على المخدرات”، وردت بوغوتا بوقف شراء الأسلحة الأميركية.
منذ توليه الرئاسة عام 2022، دعا بيترو إلى تغيير جذري في مقاربة الحرب على المخدرات، بالتركيز على الأسباب الاجتماعية بدلًا من الحلول العسكرية، وهو ما يتعارض مع النهج الأميركي التقليدي. وخلال ولايته، زادت زراعة الكوكا بنسبة 70% وفق تقديرات الحكومة والأمم المتحدة، ما عمّق الخلاف مع واشنطن.
الأزمة الحالية تمثل أخطر اختبار للعلاقات الأميركية الكولومبية منذ عقود، وسط ترقب لموقف الكونغرس الأميركي وردود الفعل الدولية على تهديدات ترامب.