جنين /PNN/ يارا منصور - في موسم اعتبر الاسوء يعاني المزارعين الفلسطينيين جراء اعتداءات وحشية وهمجية ينفذها المستوطنين لمنعهم من الوصول لاراضيهم في اطار سياسة استيطانية احتلالية هدفها السيطرة على المزيد من الاراضي في ظل تبادل الادوار ما بين سلطات وجيش الاحتلال والمستوطنين.
هيئة مقاومة الجدار قالت ان موسم قطف الزيتون لهذا العام هو الاسوء والاخطر من حيث اعتداءات وهجمات المستوطنين من جهة ومنع المزارعين من الوصول للاراضي من الجهة الاخرى حيث بلغ عدد الاعتداءات اكثر من 260 اعتداء باشكال متعددة.
كما وتؤكد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ان الموسم الحالي يعد الأخطر منذ عقود، إذ سجل انواع متعددة من الممارسات العنصرية ضد قاطفي الزيتون تضمنت اعتداءات جسدية وحرق اشجار واقتلاعها ومصادرة عشرات الآلاف من الدونمات وتنفيذ اعمال عربدة وغيرها من ممارسات عنصرية مدعومة من حكومة وساطات الاحتلال.
الزميلة يارا منصور رصدت في تقرير لها معاناة مزارعين قرية فقوعة حيث يعاني المزارعين من منعهم من قبل سلطات الاحتلال للوصول لاراضيهم ما قلص مساحة الاراضي الزراعية للقرية.
ينظر المزارع مؤيد عباس من بعيد إلى أرضه التي لم تطأها قدماه منذ سنوات حيث تبدو أشجار الزيتون هناك، في الجهة المقابلة، كأنها تنتظره عبثا. رغم موسم القطاف حلّ، لكن الطريق إلى الرزق مقطعة كما يقول
ويضيف مؤيد عباس في حديث مع مراسلة PNN ان عامان مرت منذ حرب الابادة بعد السابع من اكتوبر حيث يمنعهم الاحتلال من الوصول لاراضيهم ورعاية شجر الزيتون العزيز على قلوبهم وعقولهم والتي توارثوها عن الاباء والاجداد حيث يعز عليه عدم مقدرته على الوصول اليها بينما الاغراب من المستوطنين يصولون ويجولون في الاراضي مشيرا الى ان هذا الواقع يعطيه شعور سيء.

واضاف عباس ان فقوعة من العام ١٩٦٧ خسرت الكثير من اراضيها حيث كانت تمتلك ٣٦ الف دونم واليوم لم يتبقى منها سوى ستة الاف وهي نسبة لا تتعدى الخمسة بالمائة موضحا ان الاحتلال لم يكتفي بل يمنع المواطنين من الوصول لاراضيهم سواء خلف الجدار او حتى من الوصول لاراضيهم المحاذية للجدار حيث تمنعه سلطات الاحتلال من الوصول لاراضيه الواقعة في اكثر من موقع والتي يبلغ مساحتها نحو ستين دونم مجتمعة.
المزارعين يعانون صنوفا متعددة الى جانب اعتداءات المستوطنين والجيش فحتى الأرض القليلة التي بقيت في متناولهم باتت تحت المراقبة الدائمة أما أرضيهم الملاصقة للجدار، فلا يستطيعون الوصول إليها منذ سنتان بحجة الحرب كما يقول المزارع منير صلاح لمراسلة شبكة فلسطين الاخبارية PNN.

وعن ما يواجهه يقول المزارع منير صلاح ان الاحتلال يمنعه من الوصول لارضه حتى تلك المحاذية للجدار مشددا على ان سلطات الاحتلال كانت تمنحهم التصاريح في السابق لكنها لم تعد تمنحهم اي تصريح منذ بدء العدوان والحرب.
واوضح صلاح انه منذ بدء الحرب وضعت سلطات الاحتلال مسافة امان تبلغ ٢٠٠ متر من الجدار العنصري وجدران واسلاك المستوطنات ما ضاعف مساحة الاراضي التي لا يستطيعون الوصول اليها.
كما اشار المزارع صلاح الى ان المستوطنين يتعمدون ان يشعلوا حرائق في الاراضي الفلسطينية المزروعة بالاشجار خلال فصل الصيف خصوصا تلك المزروعة بالصبر والزيتون والتي تم احراق مساحات واسعة منها حيث تحولت الاراضي الى اراضي حمراء دون اي اشجار قاحلة منذ السابع من اكتوبر.
وتشير الوقائع على الارض ان ما تشهده قرية فقوعة ليس استثناء بل هو نموذج مصغر لما يحدث في معظم القرى والمدن الفلسطينية من اعتداءاتٌ، ومنع، ومحاولاتٌ مستمرة لقطع الصلة بين الفلسطيني وأرضه كما يقول هلال نصار مدير بلدية مرج بن عامر التي تجمع عشرات القرى في محافظة جنين خلال حديثه مع مراسلة PNN.

ويوضح هلال ان المزارعين والمواطنين يمنعوا من الاقتراب من اراضيهم مسافة 200 متر من الجدار حسب قانون الحرب الاسرائيلي الا ان الجيش يمنع المزارعين من الاقتراب مسافة 300 متر ما يعني المواطنين الوصول لمساحات واسعة من الاراضي الزراعية.
واضاف ان الاحتلال يمنع ايضا المزارعين من الوصول للاراضي داخل الجدار حتى بعد اجراء التنسيقات اللازمة من خلال الارتباط حبث يقوم الجنود بمنعهم من الدخول للاراضي عبر بوابات عند الوصول اليها وفي احسن الاحوال يدخل مزارع او اثنين من اصل عشرة من المنسق لهم.
واشار مدير بلدية مرج بن عامر الى وقوع اعتداءات حيث استشهدت احدى المواطنات العام الماضي بعد اعتداء الجيش على المزارعين الذين توجهوا لقطف الزيتون باراضيهم كما اسار لاحراق المستوطنين والجيش خمسين دونم قبل اسبوعين من الاراضي المزروعة بأشجار الزيتون حيث عطل وصول سيارات الاطفاء الفلسطينية من الوصول لفترة طويلة مما ادى لاصرار كبيرة في المحصول والاشجار .

كما تطرق الى قيام المستوطنين بالتعمد لسرقة محصول الزيتون من المواطنين بعد ان يقوموا بقطفه خصوصا في مناطق الاراضي داخل الجدار حيث يكون عدد قليل من المزارعين هناك كما حصل في اكثر من قرية بالضفة.
وبالرغم من الاعتداءات والمصادرات، يبقى المزارع الفلسطيني ثابتا في أرضه، متمسكا بحقه فيها، وحارسا لجذورها كما يقود اهالي فقوعة مشددين على ان كل ممارسات الاحتلال لن تمنعهم من الاستمرار بالتمسك باراضيهم وشجر الزيتون .






