بيت لحم /PNN/ افتُتح اليوم الاثنين، في بلدة بتير غرب بيت لحم، سوق الباذنجان البتيري السابع، بتنظيم من بلدية بتير بالتعاون مع جمعية نساء الشمس، وبرعاية وزارة الزراعة ومحافظة بيت لحم ووزارة السياحة والآثار.
وجرت الفعاليات بحضور ورعاية محافظ محافظة بيت لحم الى جانب حضور وزير السياحة والاثار هاني الحايك و وكيل وزارة الزراعة طارق ابو لبن ورئيس بلدية بتير وعدد من مدراء الوزارات و مؤسسات المجتمع المدني في بتير وبيت لحم .
وشملت فعاليات المهرجان السنوي الذي يهدف لدعم المزارعين وترويج منتجاتهم ومختلف المنتجات الزراعية للتاكيد على عدة رسائل اهمها تعزيز صمود المزارع من خلال فعاليات زراعية وثقافية ووطنية اقتصادية.
وفي هذا الاطار أكد محافظ محافظة بيت لحم، محمد طه ابو عليا خلال مشاركته في فعاليات مهرجان الباذنجان البتيري في قرية بتير، أن هذا المهرجان يعكس إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بأرضه وتراثه في مواجهة سياسات الاحتلال والاستيطان.
وقال المحافظ ابو عليا : نلتقي اليوم في هذه القرية الجميلة، الواقعة على خط المواجهة مع الاحتلال، في ظل ظروف استثنائية يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لهجمة شرسة تستهدف أرضه وإنسانه وكل ما هو فلسطيني.
ورغم ذلك، يصر أهل بتير ومحافظة بيت لحم على إحياء هذا اليوم الذي أصبح تقليداً سنوياً، ويجسد هوية القرية ويعبر عن ارتباط الفلسطيني بأرضه وإصراره على زراعتها والدفاع عنها.

وأشار إلى أن مهرجان الباذنجان البتيري لا يمثل مجرد احتفال زراعي أو تراثي، بل هو رسالة صمود ووجود، تؤكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في الحياة والعودة والتجذر في أرضه مهما اشتدت التحديات
من ناحيته أكد وكيل وزارة الزراعة طارق أبو لبن أن الزراعة تمثل عماد الاقتصاد الفلسطيني وركيزة أساسية لصمود المزارع الفلسطيني، مشيراً إلى أهمية دعم هذا القطاع في مواجهة التحديات المختلفة.
وأوضح أبو لبن في حديث مع شبكة PNN أن بلدة بتير تُعد من البلدات الفلسطينية المتميزة في مجال الزراعة، وتمثل نموذجاً فريداً في قدرتها على الصمود عبر التاريخ، خاصة أنها تقع على الخط الأخضر وتواجه باستمرار ضغوطاً من الاستيطان ومحاولات انتزاع المزارعين من أراضيهم.
وأشار إلى أن الموارد الزراعية المتوفرة في البلدة يمكن أن تكون قاعدة مهمة لتطوير الزراعة في فلسطين، لافتاً إلى أن الوزارة تسعى إلى تحويل الباذنجان البتيري، الذي يعد رمزاً زراعياً وتراثياً في بيت لحم، إلى نموذج يربط الفلسطيني بأرضه من خلال تعزيز مختلف أشكال الإنتاج الزراعي والحيواني.

وشدد أبو لبن على أن وزارة الزراعة والحكومة الفلسطينية تعملان على توفير كل مقومات الصمود للمزارعين، سواء عبر الدعم المادي أو التدريب وبناء المهارات، بما يضمن بقاءهم في أراضيهم واستمرار الإنتاج الزراعي رغم التحديات.
وختم بالقول إن الباذنجان البتيري ليس مجرد منتج محلي، بل عنوان لصمود الفلسطينيين في أرضهم، ورسالة تحدٍّ في وجه الاستيطان وسياسات التضييق.
و على هامش مهرجان الباذنجان البتيري، عبّرت إحدى المزارعات المشاركات عن اعتزازها بمكانة بتير الزراعية وبدور المهرجان في دعم المزارعين والتعريف بمنتجاتهم، مؤكدة أن الحدث “يعطي حياة جديدة للبلدة وأهلها، ويجذب الزوار من خارجها أيضاً.
وأشارت المزارعة إلى أن تنظيم المهرجان “بحاجة إلى المزيد من التطوير والاهتمام”، لكنه يبقى فرصة مهمة لتسويق المنتجات المحلية وتعزيز صمود المزارع.

وحول الموسم الزراعي الحالي، أوضحت أن موجة الحر الشديد التي استمرت نحو عشرة أيام أثّرت بشكل كبير على المحاصيل، إذ تسببت بجفاف الأرض رغم وفرة الري، كما أدت إلى تغيّر لون الباذنجان وفقدانه بريقه البنفسجي المعتاد.
وأضافت أن المزارع الذي يوفّر المياه ويعتني بأرضه يتمكّن من مواجهة هذه الظروف بشكل أفضل، لكنها شددت في الوقت نفسه على حاجة المزارعين إلى دعم إضافي لمواجهة التغيرات المناخية.
بدوره، أشاد رئيس بلدية بتير زكي البطمة بتنظيم السوق، الذي يهدف أيضًا إلى تشجيع السياحة الداخلية وتعزيز صمود المزارعين.
أما مديرة جمعية نساء الشمس ريم حجاجلة، الداعمة لإقامة السوق، فقالت: "نهدف أولًا وأخيرًا إلى دعم المزارع، الجندي الذي يحمي الأرض أمام أطماع الاستعمار، وثانيًا إلى دعم أصحاب المهن الصغيرة، والأخذ بيدهم نحو التطور والتعريف بمنتجاتهم".
وأضافت أن الأيام المقبلة ستشهد تنظيم فعاليات مختلفة في المناطق الريفية بمختلف أرجاء الوطن، في إطار دعم المواطن والمزارع بشكل مباشر.

