الشريط الاخباري

بعد ان سلم رئيس مجلس المغير نفسه مقابل انهاء الحصار : هذا هو الوفاء الذي كسر الحصار

نشر بتاريخ: 24-08-2025 | أفكار , PNN مختارات
News Main Image

كتبت وصال أبو عليا- PNN: في المغير، حيث البطولة ليست حدثًا عابرًا بل أسلوب حياة، اتخذ رئيس المجلس القروي أمين أبو عليا قرارًا يختزل معاني التضحية والانتماء؛ إذ سلّم نفسه للاحتلال بعد أن خُيِّر بين حريته وبين رفع الحصار عن قريته والإفراج عن ابنه الأكبر، وقف شامخًا رغم الموقف، وقال لأبناء القرية: “أضحي بحريتي لأجلكم، فقدّمت ما أستطيع خدمةً للبلد دون تمييز.”

المغير، التي لم تعتد أن تُقابل التضحية بالصمت، ردّت بوفاء مضاعف، حيث اجتمع أبناؤها وقرروا أن يتوجهوا جميعًا إلى بيت أبو عليا قائلين: “إن كان لا بد من تسليم، فلنسلم أنفسنا جميعًا.”

لم تكن جملة عابرة، بل وعدًا جماعيًا، توجّه المواطنون جميعًا نحو بيت أبو عليا، بخطى واحدة، كأنهم جسدٌ واحد وروح واحد، لم يكن في الوجوه خوف، بل عزيمة تُشبه الأرض حين تعاند الجفاف وتُنبت الحياة.

هناك، عند بيته، وقفوا، وكانت في عيني أمين أبو عليا دمعتان، دون أن يفقد وقاره. بدا كمن أدرك أن التضحية لا تنتهي عند حدوده، بل تتسع لتشمل قريته بأكملها.

كان المشهد استثنائيًا، مزيجًا من الحزن والفخر، يضيء بفرح وسط العتمة، ويؤكد أن العطاء حين يكون صادقًا يُثمر وفاءً لا يُقاس، وأن قرية صغيرة يمكن أن تُعيد تعريف معنى الكرامة والإنسانية في أبهى صورها.

ذلك اليوم لن ننساه، كان الاحتلال يظن أنه يحاصر المغير، لكن الحقيقة أن المغير هي التي حاصرته بما حملته من وفاء نادر، لقد علّمتنا قريتنا أن البطولة ليست فعل فردٍ واحد، بل لحظة يقرر فيها الجميع أن يسيروا معًا، حتى لو كان الطريق نحو القيد.

ومنذ تلك الساعة، شعرت أن المغير لم تعد قرية صغيرة فقط؛ بل صارت وطنًا كاملًا مكتوبًا بالكرامة، وحكاية تُروى للأجيال عن معنى التضحية حين تُقابل بالوفاء.

 

شارك هذا الخبر!