بيت لحم / PNN - في زمن الذكاء الاصطناعي والروبوت وتطور العلوم والتكنولوجيا، ورغم ظروف اللجوء وحياة المخيم التي تفتقر للعديد من المؤسسات والحاضنات العلمية، بادر القائمون على مؤسسة ريل لتطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا في مخيم الدهيشة بإنشاء برنامج وأكاديمية تُحاكي الذكاء الاصطناعي وتتناول قضايا علمية مستقبلية مثل الحياة على المريخ. وجاء هذا البرنامج التدريبي للأطفال انسجامًا مع الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
قال إياد أبو عالية مدير المشاريع وأحد القائمين على مشروع ريل في أكاديمية ريل لتطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا، إن برنامج ريل يستهدف الأطفال من عمر 5 سنوات وحتى 19 عامًا، ويعتمد على تطوير مهاراتهم في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي. ويؤكد أن الأكاديمية تضم نحو 8 فرق تستعد للمشاركة في التصفيات الوطنية المقررة منتصف الشهر القادم في بيرزيت، والمؤهلة إلى البطولة العالمية WRO التي ستُعقد في سنغافورة في أكتوبر القادم. كما تستعد فرق أخرى لتمثيل فلسطين في ملتقى علمي سيُقام في سلوفينيا منتصف سبتمبر.
وأوضح أبو عالية أن فكرة الأكاديمية انطلقت من احتياجات أبناء المخيم في ظل غياب مؤسسات علمية متخصصة وارتفاع تكاليف البرامج التقنية. لذلك، وبالشراكة مع المجتمع المحلي، تم تأسيس الأكاديمية لتوفير هذه الفرصة للأطفال. واليوم يلتحق بالبرامج نحو 100 طفل موزعين على ثلاثة مختبرات أساسية، مع وجود 100 آخرين على قائمة الانتظار بانتظار افتتاح مختبر رابع.
ونفذت الأكاديمية مخيمًا صيفيًا نوعيًا للأطفال من عمر 5 – 7 سنوات جمع بين التوجيه واللعب والتعليم التقني، ولاقي استحسان الأهالي. كما تم تخريج الدورة الأولى باسم “روبو ستارتر سومو”، التي مكنت الأطفال من تصميم مركبات اصطدام مبرمجة بأنفسهم، ما عزز شعورهم بالقدرة على صناعة ألعابهم بدلًا من شرائها.
وأضاف أبو عالية أن الأكاديمية تعزز لدى الطفل إحساسه بأنه جزء من هذا العالم، وقادر على إيجاد حلول لمشكلات معقدة. ففي المسابقة العالمية، يعمل الأطفال على مشاريع مثل الاستثمار على المريخ وتهيئته للحياة، بينما كان التحدي في العام الماضي يتعلق بتقليل التلوث، وكل ذلك مرتبط بأهداف الأمم المتحدة.
من جهته، قال الطفل مصطفى إياد أبو عالية، أحد المشاركين، يصف تجربته في قسم الـ Juniors المخصص لمحاكاة الحياة على المريخ، حيث يقوم مع فريقه بمهام مثل نقل المياه عبر أنظمة مبرمجة، ضبط ألواح الطاقة الشمسية، تشغيل الطائرات المسيّرة، ونقل عينات البحث إلى المختبرات. ويقول إنه تعلم استخدام تقنيات مثل Word Blocks وIcon Blocks، وفهم كيفية برمجة الروبوتات وتوظيف الحساسات والمحركات المختلفة.
ورغم النجاحات، تواجه الأكاديمية تحديات كبيرة أبرزها نقص الأدوات، إذ يخدم حاسوب واحد ما يقارب 18 طفلًا، ما يضطرهم للعمل بنظام المناوبة. كما تبقى مسألة التمويل أبرز العقبات، في ظل غياب راعٍ رسمي باستثناء دعم محدود من بعض المؤسسات وأشخاص مثل ماجد فرج (ابن المخيم).
وأكد أبو عالية أن الهدف الأساسي للأكاديمية هو تحويل الطفل من مستهلك إلى منتج، وتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين لديه. ويطمح الفريق أن تتحول الأكاديمية مستقبلًا إلى صرح تعليمي أكبر، يتيح لكل طفل فلسطيني فرصة كافية للتعلم والإبداع في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوت.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.