بيت لحم/ PNN / اختتمت في بيت لحم فعاليات دورة “السلامة المهنية في الميدان” التي نظمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين وبالتعاون مع الشرطة الفلسطينية والهلال الاحمر بنجاح بعد ان استمرت على مدار ثلاثة أيام متتالية، بمشاركة مجموعة من الصحفيين والصحفيات في محافظة بيت لحم، حيث تميزت بكفاءة عالية من خلال الدمج بين الجانبين النظري والتطبيقي الميداني.

وشكلت الدورة العديد من التدريبات على كيفية التحرك والتصرف والتواصل مع الجهات الرسمية خصوصا في اوقات الاحداث والحروب هذا الى جانب الاسعافات الاولية والتحرك الامن والتعامل مع المواد الخطرة وغيرها من مواضيع.

وشارك العديد من الصحفيين والصحفيات من مختلف وسائل الاعلام في بيت لحم من بينهم صحفيين من شبكة فلسطين الاخبارية PNN فيما قدم عدد من الخبراء من النقابة والاجهزة الامنية محاضرات وتدريبات متعددة وافتتحت بكلمات ترحيبية من العميد مراد قنداح مدير شرطة بيت لحم والعميد لؤي ارزيقات المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية ومنتصر حمدان عضو المجلس الاداري لنقابة الصحفيين وعدد من اعضاء الامانة العامة وممثلي وسائل الاعلام.

وقال عضو المجلس الاداري في نقابة الصحفيين منتصر حمدان في حديث مع شبكة PN. أن تنظيم هذه الدورة جاء في إطار تعاون مشترك بين نقابة الصحفيين وجمعية الهلال الأحمر وجهاز الشرطة وعدد من المؤسسات الإعلامية، بهدف تطوير قدرات الصحفيين والصحفيات في مجال السلامة المهنية. 

وأوضح أن الهدف الرئيس من هذا النشاط يتمثل في تعزيز قدرات الصحفيين على حماية أنفسهم أثناء العمل الميداني، خصوصًا في ظل تصاعد الجرائم والانتهاكات والتهديدات التي يتعرضون لها في فلسطين. وأشار حمدان إلى أن أكثر من 250 صحفيًا وإعلاميًا فقدوا حياتهم منذ بدء الحرب على الشعب الفلسطيني، إلى جانب إصابة واعتقال المئات.

وأضاف حمدان أن نقابة الصحفيين شرعت منذ عام 2011 بتنفيذ برامج خاصة لبناء ثقافة السلامة المهنية، وتسعى حاليًا لنقل هذه التجربة إلى الجامعات الفلسطينية ضمن مساقات أكاديمية متخصصة، بحيث يتمكن طلبة الإعلام من اكتساب مهارات السلامة المهنية قبل تخرجهم واندماجهم في سوق العمل. وختم حمدان بالتأكيد على ضرورة أن تكون بيئة العمل الصحفي آمنة، وأن تتصدر سلامة الصحفيين أولويات الدولة والمؤسسات، باعتبارها ركيزة أساسية لاستمرار دورهم المهني والمجتمعي.

من ناحيته قال العميد مراد قنداح، مدير شرطة محافظة بيت لحم ان هذه الدورة تأتي تحت شراكة مجتمعية ما بين نقابة الصحفيين والشرطة الفلسطينية، وذلك للحفاظ على سلامة الصحفيين في الميدان أثناء المهمات الرسمية والأحداث الأمنية. هذه الدورة بالتأكيد ستخلق نوعًا من الثقة، ومد جسور التعاون ما بين الإعلام والصحافة.

واضاف ان الدورة بدأت يوم الخميس، واليوم كان اليوم الختامي لها، واستمرت ثلاثة أيام تخللها ورشات عمل، شملت محاضرات نظرية وتدريبًا ميدانيًا. في الجانب النظري، قُدمت محاضرات متخصصة من طواقم مهنية شرحت للمشاركين أكثر من مجال، ونتمنى أن تعم الفائدة على الجميع.

وعن تفاصيل الدورة التدريبية للصحفيين قال العميد قنداح أما في التدريب الميداني، فقد شاهدتم قبل قليل المحاكاة العملية، التي أوضحت أين يجب أن يكون كل صحفي أثناء التغطية، وكيف يتصرف إذا تعرض للخطر، وما هو الموقع الأكثر أمانًا للتواجد فيه.

واكد ان خريجي هذه الدورة اصبحوا قادرين على العمل و تقديم رسالة إعلامية واضحة وصريحة وحرة، كما انه يسهل أيضًا عمل الشرطة ويمنحها أريحية أثناء التعامل مع التغطيات الإعلامية، خاصة في الأحداث الأمنية.

من جانبها، أكدت ميرنا الأطرش أن نقابة الصحافيين، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، تعمل على تعزيز التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، ومن بينها الشرطة الفلسطينية، من أجل تطوير قدرات الصحافيين في الميدان. وأوضحت أن النقابة بادرت إلى عقد دورة تدريبية شملت الجانبين النظري والعملي، استهدفت المراسلين والمصورين الميدانيين، لتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة مختلف الظروف أثناء تأدية عملهم.

وبيّنت الأطرش أن الدورة تضمنت دروسًا في تحضير المراسل والتخطيط الميداني قبل التوجه إلى مواقع الأحداث، إضافة إلى التدريب على الأمن الرقمي لحماية الصحافيين ومصوري الميدان، إلى جانب تدريبات عملية في مجال الإسعاف الأولي. وأكدت أن هذه الدورة جاءت كخطوة أولية لدمج مجموعة من المهارات الأساسية التي يحتاجها الصحافي في الميدان، مشيرة إلى أن النقابة تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تطوير برامج تدريبية أكثر تخصصًا تغطي مختلف جوانب العمل الصحفي الميداني.

أما فراس شحرور، نائب مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الاحمر في محافظة بيت لحم، فأكد أن الإسعاف والطوارئ شارك إلى جانب نقابة الصحفيين وجهاز الشرطة في تنظيم هذه الدورة التدريبية، التي ركزت على الجوانب النظرية في مجال الإسعاف الأولي. وأوضح شحرور أنه جرى خلال الدورة تنفيذ سيناريو ميداني يحاكي حالات طارئة مثل الانفجارات وإطلاق النار، بهدف تدريب الصحفيين على كيفية التعامل مع هذه المواقف الحرجة.

وأضاف أن التمرين جرى بالشراكة مع الطواقم الصحفية، حيث تم إكسابهم مهارات إسعافية أساسية تساعدهم على التعامل مع الإصابات أثناء الأحداث أو في المواقع التي تفتقر للخدمات الطبية. وأكد شحرور أن هذه الخطوة تندرج في إطار تعزيز جاهزية الصحفيين العاملين في الميدان، وتمكينهم من التصرف بشكل سريع وفعال في الظروف الطارئة.

وتأتي هذه الدورة في إطار الجهود الوطنية المبذولة لتعزيز حماية الصحفيين في فلسطين، وترسيخ ثقافة السلامة المهنية كجزء أساسي من بيئة العمل الإعلامي، بما يضمن استمرار رسالتهم في نقل الحقيقة والدفاع عن قضايا شعبهم رغم التحديات والمخاطر المتزايدة.