لندن – PNN –في مؤشر على تصدع داخل ما يُعرف بـ"العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة وبريطانيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم الخميس، عن اختلافه الصريح مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، في ملف يبرز تباينًا واضحًا في الرؤى الدبلوماسية بين الحليفين التقليديين.
ورغم تأكيد الزعيمين، خلال لقائهما في مقر "تشيكرز" الريفي، على اتفاقهما حول ضرورة التوصل إلى خارطة طريق للسلام، إلا أن تصريحات كل منهما عكست خلافًا جوهريًا حول كيفية تحقيق هذا الهدف، لا سيما في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع:نحن متفقان تمامًا على الحاجة إلى السلام وخارطة طريق واضحة، لأن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل".
إلا أن ترمب، وعندما سُئل عن موقفه من توجه بريطانيا ودول أوروبية أخرى للاعتراف بدولة فلسطين، رد قائلًا:"أختلف مع رئيس الوزراء في هذه المسألة"، مشددًا على أن أي اعتراف يجب أن يكون نتيجة مفاوضات مباشرة، وليس قرارًا أحادي الجانب من المجتمع الدولي.
ويميل رئيس الوزراء البريطاني إلى اعتبار الاعتراف بدولة فلسطين خطوة ضرورية لإحياء حل الدولتين وخلق أفق سياسي حقيقي في المنطقة، في وقت يزداد فيه الإحباط الدولي من الجمود السياسي والتصعيد الميداني.
من جهته، ترفض إدارة ترمب هذا التوجه، معتبرة أن الاعتراف بدولة فلسطينية قبل التوصل إلى اتفاق نهائي هو "مكافأة لحماس"، وقد يضر بفرص المفاوضات أكثر مما يخدمها.
ويأتي هذا التباين في ظل جهود دولية متعثرة لإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بينما يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسط تحذيرات من انهيار كامل للمسار السياسي.
ويثير هذا الخلاف تساؤلات حول مدى تماسك التحالف الغربي تجاه الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، لا سيما مع ازدياد الدعوات داخل أوروبا للاعتراف بفلسطين كخطوة استباقية لإجبار الاحتلال على العودة لطاولة المفاوضات.