الخليل / PNN / يفترش الأرض وفوقه خيمة أقامها على أنقاض منزله الذي هدمه جيش الاحتلال بخربة أم الخير بمسافر يطا الى الجنوب من مدينة الخليل في نموذج صمود وتحدي للاحتلال في القرية الصغيرة التي تشكل اسطورة صمود وتحدي لاجراءات الاحتلال التي تسعى لتهجير المواطنين الفلسطينيين في مناطق ج في اطار خطط التهجير القسري التي تسعى دولة الاحتلزل لتنفيذها ضد الشعب الفلسطين.
يعيش ياسر الهذاليين في حصار طال البشر والحيوانات “المواشي” والحجر والشجر اذ لم يعد بامكانه إنشاء بيت جديد على انقاض بيته المهدم حاله حال باقي المواطني في المسافر ،
تعتبر ام الخير الاقرب الى المستوطنات حيث اقام المستوطنون جدار مستوطناهم على حدود قريبة لمسافة الصفر من منازل المواطنين التي تكون عرضة للهدم بشكل دائم ومتواصل.
هي سياسة تعتمدها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه بهدف الضغط على المواطنين الفلسطينين الذين يعيشون في أراضيهم بخربة أم الخير وباقي بلدات مسافر يطا ، تمنعهم من الوصول الى المراعي لرعي أغنامهم وللوصول الى أراضيهم التي يزرعونها بمحاصيل القمح والشعير وفي فصل الصيف بعد أن يحصدونها يطلقون مواشيهم فيها تأكل وترعى فلايضطرون لشراء الأعلاف،
يقول ياسر الهذالين أنهم يعتاشون على الثروة الحيوانية وهي تشكل مصدر رزقهم و كثير من العائلات أصبحت لا تستطيع تأمين احتياجاتها الأساسية ولا يجدون كيس دقيق ليعتاشوا عليه ،نظرا لسياسات الاحتلال الذي صادر مساحات شاسعة من اراضيهم الزراعبة وأغلقها ومنع المواطنين من دخولها ما اضطرهم لحبس مواشيهم في حظائر مغلقة وجعلها لا تتحرك الا لمسافة تقارب 100 متر فقط عندما يخرجونها للمعالف “ أمكان وضع الطعام” للمواشي حيث يضع المزارعين فيها الاعلاف التي يضطرون لشرائها بمبالغ طائلة بعد ان فقدوا مراعيهم .

يقول الهذاليين أن كثيرا من الناس خاصة بعد إندلاع حرب الإبادة بغزة والهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يوفرون لهم الحماية يتعرضون لهجمات حيث يضيق الاحتلال عليهم بهدف جعلهم يتركون منازلهم وبلداتهم للاستيلاء عليها وتهجيرهم قصرا.
ويضيف الهذالين أن الاحتلال الاسرائيلي صادر الأراضي ومنع المواطنين من الوصول اليها ،الى جانب عمليات هدم وردم أبار المياه ما يضطرهم لشراء صهاريج المياه والاحتفاظ بها في خزانات ،كذلك اقتلعوا مئات أشجار الزيتون ولم يتركوا سياجا دون أن يقتلعوه ، كما ان المستوطنين وجنود الاحتلال يعتدون على المواطنين الفلسطينين بالضرب والتكسير و الاهانات والشتائم فلم يعد يهمهم كبير أو صغير.

ويرى الهذاليين أن الأوضاع تسير لمزيد من التضيق والخنق والأوضاع أصبحت تشتد والكرب يزداد ،لكن الأهالي في خربة أم الخير رغم الحالة الاقتصادية المتردية بسبب غلاء أسعار الأعلاف والديون المتراكمة عليهم للتجار وتضيقات وممارسات المستوطنين ومنعهم من الوصول لأراضيهم وقلة الأعمال ،يؤكدون على بقائهم في بيوتهم وأراضيهم حتى لو جاعوا وتعروا ومهما دفعوا من أثمان وسيدفعون كل ثمن حتى لو كانت أرواحهم هي الثمن لن يخرجوا ولن يهاجروا من أم الخير فوطنهم لن يخروا منه .
يذكر أن مسافريطا تعاني من سياسات ممنهجة ومضايقات متنوعة تمارس عليهم لهدف تهجيرهم لصالح ربط مستوطنات جنوب مدينة الخليل مع منطقة النقب وانشاء مدن اسرائيلية كاملة.
وكانت قوات الاحتلال في بداية الشهر الجاري قامت بتهجير 250 مواطن ودمرت وهدمت منازل وكهوف وعرايش في خلة الضبع التابعة لمسافر يطا والقريبة من خربة أم الخير لترحيل أهاليها ومصادرة أراضيها بذرائع عسكرية .

كما واستشهد في شهر أب الماضي المدرس عودة الهذاليين أثناء تصديه للمستوطنين حيث أقدم مستوطن على اطلاق النار عليه من مسافة صفر وقامة سلطات الاحتلال باخلاء سبيل المعتدي في تحد صريح وصارخ للفلسطينيين .
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.






