الشريط الاخباري

رئيس بلدية عناتا : تنفيذا لوعودنا قمنا بتعبيد نحو 20 ألف متر مربع من الشوارع

نشر بتاريخ: 29-09-2025 | محليات
News Main Image

القدس / PNN / استضاف برنامج ساعة رمل، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية رئيس بلدية عناتا قضاء القدس، طه نعمان، لعرض ومساءلة واقع البلدة التي تحولت إلى بؤرة لمعاناة معيشية وخدمية متراكمة تطال أكثر من 30 ألف نسمة داخل حدودها، إضافة إلى عشرات الآلاف من سكان مخيم شعفاط ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام، الذين يرتبطون معها جغرافيًا وخدماتيًا.

أزمة النفايات: عجز مالي ومشهد بيئي صعب

أولى الملفات التي طُرحت تمثلت في مشكلة النفايات، التي باتت مشهدًا يوميًا على الأرصفة وبين المنازل، وسط روائح كريهة وانتشار للحشرات. نعمان أكد أن البلدية ترحّل يوميًا ما بين 20 إلى 25 طنًا من النفايات إلى مكب المنيا في الخليل، بتكلفة شهرية تصل إلى 60–65 ألف شيكل، فيما لا يغطي المواطنون سوى 6–10 آلاف شيكل فقط عبر رسوم الجمع.

هذا العجز المالي يجعل البلدية غير قادرة على توفير أكثر من مركبة واحدة لجمع النفايات، رغم حاجة البلدة لمزيد من الطواقم والآليات. رئيس البلدية ألقى باللوم أيضًا على الاحتلال الذي يفرض على سكان مخيم شعفاط المجاور المرور من عناتا، ما يضاعف كميات النفايات.

بنية تحتية متهالكة..

الواقع الميداني في عناتا يكشف شوارع مهترئة مليئة بالحفر والمطبات. نعمان استعرض سلسلة مشاريع نفذتها البلدية خلال العامين الماضيين، من بينها طريق التفافي بطول 2.4 كم بتمويل مليون شيكل من وزارة الحكم المحلي، ومشاريع طرق داخلية بتمويل من وزارة المالية، إضافة إلى مشروع بقيمة 600 ألف دولار. ورغم أن هذه المشاريع غطّت نحو 20 ألف متر مربع من الشوارع، إلا أن الحاجة تبقى أكبر بكثير.

"كل شوارع البلدة تحتاج لإعادة تأهيل"، يقول نعمان، مشيرًا إلى أن غياب التمويل الكافي يترك مساحات واسعة من الطرق في حالة يرثى لها، وهو ما يعزز معاناة المواطنين اليومية.

غياب مركز صحي… ومأساة الحوامل

من أخطر أزمات عناتا غياب مركز صحي يعمل 24 ساعة، ما يضطر النساء الحوامل والمرضى إلى قطع مسافات طويلة عبر الحواجز للوصول إلى رام الله أو أريحا. ورغم بناء مركز طبي منذ عام 2015 بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بقي المبنى مغلقًا لسنوات بسبب عدم توفير الطواقم من قبل وزارة الصحة كما يؤكد رئيس البلدية.

وتابع: مؤخرًا، جرى التوصل إلى اتفاق مع مستشفى المقاصد لفتح فرع له في عناتا، على أن يقدم خدمات طوارئ وولادة وأشعة وإقامة قصيرة. ووفق نعمان، من المتوقع افتتاحه بداية العام المقبل.

فراغ أمني وفلتان اجتماعي

غياب مركز شرطة في عناتا يترك فراغًا أمنيًا خطيرًا. رئيس البلدية أكد أن الاحتلال يرفض منذ سنوات السماح بإنشاء مركز أمني كونها منطقة مصنفة ج، ما أدى إلى تفشي ظواهر مثل المخدرات والمركبات المشطوبة والسرقات. "البلدية تفقد هيبتها عندما تعجز عن تنفيذ قراراتها"، يقول نعمان، موضحًا أن اللجوء أحيانًا للحلول العشائرية أصبح البديل الوحيد لغياب القانون.

وكشف أن بعض الخدمات تُدار بشكل مباشر دون العودة للبلدية، كما في حالة شركة كهرباء محافظة القدس التي تمد الشبكات دون الحصول على تراخيص أو موافقات من المجلس البلدي.

أزمة مالية خانقة

وأكد أن البلدية مثقلة بالديون: 42 مليون شيكل لمصلحة المياه وقرابة 4 ملايين شيكل للنفايات. جزء كبير من هذه الديون مرتبط بضعف التزام المواطنين وسرقة المياه من الشبكات المتهالكة، حيث تصل نسبة الفاقد إلى أكثر من 50%. في المقابل، تُحرم البلدية من مخصصاتها من عائدات الطرق من قبل الحكومة، إذ تُحوّل مباشرة لتسديد فواتير المياه بدلًا من الاستثمار في مشاريع تنموية.

مواطنون يتحدثون: غضب وحرقة

مداخلات المواطنين التي عرضها البرنامج رسمت صورة قاتمة: شكاوى من تراكم النفايات والروائح الكريهة، غياب المتنزهات والمساحات العامة، الاكتظاظ في المدارس، وتراجع دور المؤسسات الشبابية والنسوية. أحد المواطنين وصف عناتا بأنها "غابة إسمنتية محاصرة بالجدران"، فيما ناشد آخر بضرورة الإسراع في فتح الشوارع وتخفيف الأزمات المرورية الخانقة.

الرسالة إلى الحكومة: القدس ليست شعارات

في ختام اللقاء، وجه رئيس البلدية رسالة واضحة للوزارات الفلسطينية: "القدس ليست فقط شعارات، القدس مواطن ومدرسة وشارع ومكب نفايات… كل تفاصيل الحياة هنا هي قدس ويجب التعامل معها على هذا الأساس".

ويشار الى أن عناتا اليوم تقف شاهدًا حيًا على معادلة معقدة: جدار يطوقها، خدمات أساسية مفقودة، وبلدية مثقلة بالأعباء المالية والبشرية. وبين وعود المسؤولين وصرخات الأهالي، تبقى الأسئلة الكبرى مفتوحة: من يتحمل مسؤولية إنقاذ البلدة من واقعها المأزوم؟ ومتى تتحول الخطط والتصريحات إلى أفعال؟

شارك هذا الخبر!