نابلس / PNN / تقرير هلا فارس- انطلق تلفزيون شمعة من فكرة طلاب إعلام إلى مؤسسة إعلامية تدريبية تعتمد في مضمونها على العمل التطوعي للشباب، من طلاب الإعلام بالجامعات الفلسطينية ، وتقدم لهم التدريب العملي والخبرة العملية لتساعدهم في الإنخراط بسوق العمل، في بيئة إعلامية فلسطينية، تقوم على إكسابهم المهارات اللازمة ،من خلال إنتاج مواد إعلامية على أرض الواقع، تخدم المجتمع بمحتوى هادف يحمل رسالة تفيد الطلاب والشباب.
الفكرة : مبادرة طلابية لاطلاق تلفزيون بالجامعة
رئيس تحرير تلفزيون شمعة ليث حسون يؤكد أن فكرة تلفزيون شمعة في البداية كانت فكرة طلابية ،نبعت من معاناة طلاب الإعلام ، ومن الحاجة لوجود مؤسسة تدريبية توفر لطلاب تخصصات الاعلام بالجامعات الفلسطينية، بيئة تدريبية واقعية من الناحية العملية ،وتزودهم بالمهارات اللازمة وترفد الطلاب بالمخرجات التي تمكنهم من الاستفادة منها بشكل واقعي وعملي حقيقي يستغلونه في الحياة العملية .
ويوضح حسون ان فكرة تلفزيون شمعة تقوم على اساس انه يقوم على مبدأ جيش شبابي جديد على الاعلام ، يسعى إلى نشر قصص وبرامج تدعم الشباب وقضاياهم مضيفا انهم يؤمنون بالانحياز للحقائق والوقائع العامة في عملنا الإخباري، وانهم يسعون الى الاعتماد على الدقة والموضوعية في عرض المعلومة وإن كانت على حساب الوقت والسرعة، ولا نخالف المواثيق والمعاهدات وقوانين حقوق الإنسان بما لا يتناقض مع الشريعة الإسلامية وقيم المجتمع، لاسيما التزامنا بحرية الرأي والتعبير ونسعى لتكريسها والدفاع عنها، مع احترامنا للأديان والأعراف والعادات والتقاليد والأقليات.
واشار الى ان الرؤية التي يقومون عليها تعتمد ان يكونوا محورًا مبتكرًا ومتجددًا لتقديم محتوى متميز يعكس طموحات وأحلام الشباب في عصر الرقمنة مشددا على ان رسالتهم تعتمد بقـوة على الشباب وإمكانياتهم، حيث ياملون ان يكونوا منصة متطورة تعكـس هويتهم وتطلعاتهم. مـــن خلال محتوى رقمي متجدد ومبتكر، ونرغب في إلهام الشباب، وتقديم المعرفة، وتعزيز الـحوار بين مختلف الثقافات.
يقول ليث حسون أن إنطلاقة تلفزيون شمعة كانت من خلال مجموعة متطوعين، ثم حصلت المؤسسة على دعم من فضائية النجاح التابعة لجامعة النجاح الوطنية بنابلس بعد أن رأوا الفكرة وأمنوا فيها وبعد أن بدأ الطلبة المنتسبين يحققون نتائج ملموسة، هنا يقول ليث حسونة أن الفكرة لم تعد مقتصرة على الجامعة بل خرجت للخارج وتوسعت وأصبح هنالك الكثير من الطلاب المنتسبين ليكونوا متطوعين في العمل أو من خلال الانخراط بالتدريبات التي يقدمها تلفزيون شمعة .
التطوع كان الاداة لمواجهة التحديات
واجه تلفزيون شمعة كغيره من المؤسسات في بداية عمله الكثير من التحديات لأنه بدأ من فكرة التطوع بين مجموعة شبابية قامت بإنشاء تلفزيون رقمي ،وهذا ألقى بمزيد من التحديات ،منها أن القائمين على تلفزيون شمعة لا يمتلكون الخبرة في الإدارة ويفتقدونها ، لكن من خلال العمل والممارسة بدأوا يكتسبوا المهارات الإدارية التي يحتاجونها، فالادارة شيء يأتي مع الممارسة .

بالإضافة للتحديات السياسية التي شكلت أكبر عائق أمام الطلاب وفرق العمل |،خاصة في ظل الاغلاقات والحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال مدن الضفة الغربية ، ومع بداية الأحداث والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 ، شكلت هذه الحواجز عائقا لحركة تنقل الطلاب وانتاجهم فمثلا عندما يريد طاقم عمل فريق رام الله التصوير أو الحضور للتلفزيون بنابلس تبرز الاشكالية في التنقل والان أصبح الحال أفضل قليلا.
محتوى هادف بتغطيات متنوعة
ويقوم المتطوعون في تلفزيون شمعة بالعمل على انتاج مواد اعلامية متعددة حيث بدات لافكرة بانتاجات نقدية ذات طابع فكاهي لتغطية الاحداث ومتبعة قضايا المواطنين لكن وبعد اندلاع حرب الابادة تحولت هذه التغطيات الى قصص وتقارير تركز على الابداع وتحدي الواقع الصعب حيث تم التركيز في هذه التغطيات الاعلامية سواء كانت تقارير او مقابلات على اعطاء الامل من خلال انتاج قصص صحفية متلفزة تركز على المبدعين الذين استطاعوا مواجهة التحديات كما يقول حسون.
ويوضح حسون ان من ابرز القصص التي تم انتاجها خلال الفترة الماضية قصة مواطن حول مركبة توتوك الى دكان متنقل يتنقل فيها ببضائعه حيث يتصل به المواطنون ويذهب لهم محملا ببضائع دكانه ليساعد نفسه على بيع البضائع كما اشار الى قصة مميزة اخرى مثل قصة طالب متفوق في التوجيهي لم يستطع اكمال دراسته فعمل في تجارة الخضار ليوفر تكاليف الدراسة هذا الى جانب مبادرات شبابية استطاعت ان تخلق اعمال لمواجهة الصعوبات.
وشدد حسون ان هناك الكثير من القصص التي يمكن العمل على انتاجها وتعميمها لتكون قصص الهام للشباب والشابات الاخرون في المجتمع موضحا ان الاعلام الرسمي حكومي او حزبي لا يسلط الضوء على قصص مثل هذه القصص وبالتالي لا بد من وسيلة اعلامية تعمل على انتاج قصص تتابع حياة الناس.

رؤية للتطوير خلال الخمس سنوات القادمة
يأمل ليث حسون والقائمون على تلفزيون شمعة وبناءا على رؤيتهم ومخططتهم ، أن يشكل تلفزيون شمعة من الآن لخمس سنين قاعدة أساسية للشباب في إنتاج المحتوى من خلال استقطابهم ، ومن ناحية أيضا التأثير. فالشباب يقومون بانتاج الكثير من المواد الاعلامية ويقدمون محتوى هادف يحمل رسالتة تفيد المجتمع .
وجهة حسون رسالته للشباب أنه بغض النظر عن الأحداث التي اليوم نمر بها اليوم والواقع السياسي الذي نعيشه الا انه يجب أن تكون لديه فكرة و هدف ويجب أن نؤمن بهم .لأن كل شيء سنحققه وسيتحقق انشاء الله ، و دائما يجب أن نؤمن بالذي تعمله .

المتطوعون يتحدثون عن تجربتهم
من جهته أكد محمد حسون أحد المتطوعين في تلفزيون شمعة أنه سمع عن التلفزيون في الجامعة ، وكيف انطلق بفكرة ريادة طلابية ، و يساعد طلاب الإعلام كمتطوعين ويُنمي أفكارهم ومهاراتهم ،من خلال تقديم المهارات التي يحتجونها والتدريبات اللازمة ما يؤهلهم للانخراط في سوق العمل ، من خلال العمل على تحويل أفكارهم بانتاج مواد اعلامية على أرض الواقع .
ويوجه رسالته للشباب بضرورة التطوع والتمسك بأفكارهم وأهدافهم والسعي لتحقيقها مشيرا الى انهم بدؤوا في العمل كمبادرة تطوعية تدريبية الا انهم ياملون بها الى ابعد مدى ليصبح هذا التلفزيون تلفزيونا وطنيا يعنى بابداعات وهموم الشباب مشددا على انهم ياملون ان يحققوا ذلك خلال الخمس سنوات القادمة.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.