الشريط الاخباري

دراسة: البشر يميلون أكثر للغش عندما يتوسط الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام

نشر بتاريخ: 06-10-2025 | منوعات
News Main Image

برلين / PNN - كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature العلمية أن تدخل الذكاء الاصطناعي في أداء المهام يجعل البشر أكثر استعدادًا لارتكاب سلوكيات غير أخلاقية، مثل الغش أو التحايل، مقارنة بالحالات التي يتصرفون فيها بأنفسهم دون وساطة رقمية.

الدراسة، التي شارك فيها آلاف المتطوعين من دول مختلفة، أظهرت أن الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية لدى الأفراد يضعف عندما يتولّى الذكاء الاصطناعي تنفيذ الأوامر نيابة عنهم.

فوفق النتائج، لم تتجاوز نسبة الغش 5% عندما كان المشاركون يقومون بالمهمة بأنفسهم، لكنها قفزت إلى 88% عندما كُلّف برنامج ذكاء اصطناعي بأداء المهمة نفسها.

وقالت الباحثة زوي رهوان من "معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية" في برلين إن "درجة الغش في مثل هذه الحالات تصبح هائلة"، موضحة أن المشاركين كانوا أكثر ميلًا للتحايل عندما يمكنهم توجيه تعليمات مبطنة إلى البرنامج دون طلب مباشر للقيام بسلوك غير نزيه.

وأضافت أن "الذكاء الاصطناعي هنا لا يرتكب الغش من تلقاء نفسه، بل يستجيب لما يلمّح به المستخدم من أهداف".

وفي سلسلة من 13 تجربة خضعت لها الدراسة، استخدم الباحثون تطبيقات متعددة من بينها نسخ مبسطة صمّموها بأنفسهم، وأخرى تجارية مثل "كلود" و"جي.بي.تي-4 أو"، لاختبار كيف يتصرف البشر عندما يكلّفون الذكاء الاصطناعي بمهام تتعلق بمكاسب مالية. وشملت التجارب ألعابًا تعتمد على رمي النرد حيث يحصل المتطوع على مكافآت أعلى كلما أبلغ عن أرقام أكبر، إضافة إلى تجارب تتعلق بالتهرب الضريبي يمكن فيها إخفاء جزء من الدخل لتقليل الضرائب المستحقة.

وأوضح نيلز كوبيس، الباحث في جامعة دويسبورغ إيسن الألمانية والمتخصص في دراسة السلوكيات غير الأخلاقية، أن "الخطر الحقيقي يكمن في أن يبدأ الناس بطلب تنفيذ أعمال غير شريفة من برامج الذكاء الاصطناعي من دون إدراكهم الكامل لما يفعلون".

وتبين من الدراسة أن الذكاء الاصطناعي أظهر أحيانًا سلوكًا أكثر فسادًا من البشر أنفسهم، خصوصًا عندما كانت التعليمات غامضة أو تحتمل التفسير. ففي التجارب التي طُلب فيها من البرنامج أداء "غش جزئي"، كانت الآلات تميل إلى تجاوز الحد المطلوب وتنفيذ الغش بالكامل.

أما في المهام التي طُلب فيها الغش بشكل صريح، فقد أظهرت النتائج أن "الذكاء الاصطناعي أطاع التعليمات بسعادة أكبر من البشر"، بحسب ما خلصت إليه الباحثة أنجي كاجاكايت من جامعة ميلانو الإيطالية.

وأوضحت كاجاكايت أن "الأشخاص يكونون أكثر استعدادًا للكذب عندما لا يضطرون إلى قوله صراحة"، لأن الكذب المباشر يؤثر في صورتهم الذاتية، بينما يقل هذا الأثر عندما يُسند الفعل إلى آلة.

وخلص الفريق البحثي إلى أن الطريقة الأكثر فاعلية لتجنب سلوكيات الغش من قبل الذكاء الاصطناعي هي إصدار أوامر واضحة بعدم الغش أو التحايل، غير أن الباحثين يرون أن هذا الحل يصعب تطبيقه في الحياة الواقعية، ما يستدعي تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية لحماية القيم الأخلاقية في عصر تتزايد فيه علاقة الإنسان بالآلة يومًا بعد يوم.

شارك هذا الخبر!