الشريط الاخباري

في ميناء الصيادين بغزة... خيام نازحين ومراكب محطمة وأمل بالحياة من جديد رغم الاستهداف لمهنة الصيد شاهد PNN فيديو

نشر بتاريخ: 30-10-2025 | سياسة , تقارير مصورة , PNN مختارات , قصص "قريب"
News Main Image

غزة / PNN/ في غزة لم يعُد شيئا كما كان ، بين زحمة النزوح ، وأكوام الركام المتشابكة تختفي ملامح المكان ، في ميناء الصيادين على شاطئ بحر غزة مئات الخيام لنازحين تقطعت بهم سبل الحياة ، ويجبرهم الاحتلال على التعايش مع واقع مؤلم مليء بالخوف ورائحة البارود وأصوات الرصاص والقذائف، تغرق أحلام لأناس كثيرون منهم من عاش وترعرع على مراكب الصيد وأتخذ منها مهنة ومصدر رزق بات يأن من جراح الفقد والتدمير والخراب ، ومنهم من أتخذها ملاذا يضع خيمته لعلها تقي أطفاله وتجمع شمل العائلة .

في ميناء الصيادين  على بحر قطاع غزة تنتشر مئات الزوارق الإسرائيلية تطارد الصيادين وتمنعهم من الحصول على لقمة عيشهم علهم يجدون قوت يومهم ورزق أطفالهم ، الصياد محمد أبو الخير الذي اعتاد الذهاب والإياب منذ أن كان في السادسة من عمره تعلم مهنة الصيد وورثها عن أجداده وأباءه ، يتحدث بصوت يملئه الحزن ويروي مأساة ميناء غزة الذي حولته زوارق الاحتلال الإسرائيلي ، وطائراته لأكوام من الخراب والرماد , لم يتبقى مركب لم تدمر ولم تُقصف ، ولم يعد هنالك شباك للصيد ولا  مكينات وحنكات و أغزال للصيادين ، فكل شيء أباده الاحتلال .

الأخطار منذ أن اندلعت حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة تتعاظم ، وهو ما يؤكده محمد أبو الخير الذي ينزل الى البحر باحثا عن قوت يومه ورزق أطفاله عله يجد ما يعيل به عائلته ، هو يعلم أن الأخطار وزوارق وطرادات الاحتلال تحدق وتحوم حول كل شيء وتلاحق الصيادين ببحر غزة، أصيب وأستشهد الكثير من الصيادين ، فنيران زوارق الاحتلال تتربص بهم ، وهو ما حدث لمحمد وابن خالته الذي استشهد قبل نحو ثلاثة أشهر ، في ذلك الحين لحقت زوارق الاحتلال محمد وابن خالته وبقيت تطاردهم وتطلق نيرانها ورصاصها صوبهما حتى تمكنت من اصابتهما فأصيب بقدمه محمد أما أبن خالته فاستشهد وقتها.

هذا لم يمنعه من العودة للبحر رغم علمه بأنه يخاطر ويغامر ، فالصياد يخرج للبحر من بوابة ميناء الصيادين وهو مدرك انه لا يعلم حقا هل سيعود من رحلة الصيد أم سيعتقل أو يُستشهد ، حاله حال كل غزي أعاد بناء معداته بيديه بعد أن دمرها الاحتلال وقصفها يعمل بمعدات بدائية بسيطة يستصلحها من ما يجده متاح ومتوفر فكل شيء جديد ليتأقلم مع الواقع الذي فرضه الاحتلال وحرب الإبادة الإسرائيلية . 

يأمل الصياد الغزي أبو الخير أن يعود الوضع والحياة بغزة بعد أن توقفت الحرب ووضعت أوزارها الى ما كانت عليه في السابق وأن يتمكن من الحصول على مركب جديد بدل الذي دمرته زوارق الاحتلال وأن يحصل على مكينة جديدة وشباك صيد جديدة وحنكات وأغزال جديدة وأن يتمكن من الصيد بحرية وراحة ,أن يعود الميناء مكانا للعمل بعيدا عن النزوح والخيام أن يعود الأطفال والناس ليلعبوا ويفرجوا ويقضوا أوقات مع عائلاتهم ,

النازحة شيرين أبو طبل وحولها أطفالها تطل من خيمة موجودة على ميناء الصيادين تأمل أن يعيش أطفالها بأمان وبلا خوف من صوت الرصاص والقذائف ومن الزوارق الإسرائيلية التي تطلق نيرانها صوب النازحين ، فهي خرجت نازحة هي وعائلتها تحت نيران طائرات الكوادكابتر من مخيم جباليا ولم تجد مكانا أفضل وأأمن من شاطئ البحر  ، تقول أبو الخير أن المكان هنا غير أمن والأطفال دائما في حالة خوف وذعر بسبب زوارق الحتلال التي تطلق نيرانها بشكل مستمر على النازحين والصيادين , وتتمنى أن تعود لبيتها وأن تعود الحياة كما السابق لينعم أطفالها بمستقبل وحياة أفضل .

فيما حذر نقيب الصيادين بغزة نزار عياش من أن خسائر قطاع الصيد البحري تجاوزت 75 مليون دولار. إلى جانب أضرار لحقت بنحو 70% من مرافق الموانئ في المنطقة الوسطى والجنوبية.وأشار الى أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تفرض قيودا مشددة على حركة الصيد داخل المياه الإقليمية لقطاع غزة، إذ يسمح فقط بالإبحار لمسافات قصيرة باستخدام قوارب صغيرة، وهو ما يقلص حجم الإنتاج اليومي بشكل كبير.

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

شارك هذا الخبر!