الشريط الاخباري

صور وفيديوهات تكشف مجازر الفاشر: "الدعم السريع" تنفّذ إعدامات ميدانية وتتباهى بالقتل

نشر بتاريخ: 30-10-2025 | دولي
News Main Image

الخرطوم -PNN- وثّقت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير موسّع، حملة قتل مروعة نفذتها قوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر شمالي دارفور، عقب سيطرتها عليها، مستندةً إلى صور أقمار اصطناعية، ومقاطع فيديو، وشهادات من الميدان.

وأظهرت المعطيات عمليات إعدام جماعية وعمليات قتل على أسس عرقية، في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها السودان منذ اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل 2023.

وقالت الصحيفة إن مقاطع الفيديو التي صوّرها مقاتلو "الدعم السريع" وتفاخروا بنشرها عبر الإنترنت، تُظهر لمحة مروّعة لما يجري في الفاشر، حيث يسخر مقاتلو المليشيا من حشود من المدنيين المذعورين قبل إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.

وأبرز الشخصيات التي ظهرت في المقاطع هو العميد الفاتح عبد الله إدريس، الملقب بـ"أبو لولو"، الذي تفاخر، يوم الإثنين، بأنه "ربما قتل أكثر من ألفي شخص".

ونقلت الصحيفة شهادة عامل إغاثة يساعد المدنيين الفارين، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، مشيرًا إلى أن منظمته تلقت العديد من الروايات عن فصل الرجال والفتيان المراهقين عن عائلاتهم، وتعرّضهم للضرب والتعذيب والقتل. وأضاف أن تقارير عديدة تحدثت عن استهداف مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين، على أسس عرقية.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي حللها مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة مشاهد لمركبات عسكرية قرب مجموعات من الجثث وبقع دماء ضخمة يمكن رؤيتها من الفضاء.

كما كشفت صور أخرى التقطتها شركة "بلانيت لابز" عن سلسلة من آثار الحروق تمتد لمسافة ميلين شمالي الفاشر، وآثار إضافية قرب ساتر ترابي شيدته "الدعم السريع" لعزل المدينة وقطع طرق الهروب.

وأكدت الصحيفة أن التحليل الميداني والصور المتاحة يظهران "أجسامًا تتوافق مع الجثث قرب الجدران الترابية، بما يتطابق مع تقارير عن عمليات إعدام ميدانية وقتل أشخاص حاولوا الفرار من المدينة". كما وثق التقرير خمس مناطق تغيّر لون تربتها إلى الأحمر، بما يشير إلى بقع دم كبيرة.

وتحققت الصحيفة بالتعاون مع مركز مرونة المعلومات (ومقره المملكة المتحدة) من ثلاثة مقاطع فيديو تُظهر أكوامًا من الجثث والمركبات المحترقة. ففي أحد المقاطع، ظهرت امرأة ترتدي ملابس بيضاء ميتة خلف "أبو لولو"، وسط نحو 20 جثة متناثرة على التراب الأحمر.

وفي مقطع آخر، ظهر القائد في قوات الدعم السريع وهو يسخر من امرأة كانت تعمل في مجال الاتصالات لصالح الجيش قبل أن يؤكد له أحد المقاتلين أنها قتلت مع كل من كان معها.

أما الفيديو الثالث، فيُظهر محاولة جندي التوسط لدى "أبو لولو" لإنقاذ مدني مصاب. قال الجندي: "أعرف هذا الشخص، إنه يسكن في حي الثورة شمال الفاشر، أرجوكم دعوه وشأنه"، إلا أن "أبو لولو" ردّ عليه قائلاً: "لن أتركه وشأنه... مهمتنا القتل فقط"، قبل أن يطلق النار عليه مباشرة.

ووفق التقرير، لم تتوقف مجازر "أبو لولو" عند هذا الحد، إذ ظهر في مقطع آخر مع مجموعة من الأسرى يجبرهم على تمجيد قواته وسبّ الجيش السوداني قبل أن يطلق النار عليهم من مسافة قريبة.

وأعلنت كيانات طبية وعسكرية سودانية مقتل آلاف المدنيين وفقدان آخرين على يد "الدعم السريع"، إلى جانب اختطاف أطباء ومتطوعين وطلب فدية من ذويهم، وانقطاع الاتصال بعدد من العاملين في منظمات إنسانية بعد اقتحام المدينة.

من جانبه، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، أن قيادة الجيش في الفاشر قررت مغادرة المدينة "بعد الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الدعم السريع وقتلها المدنيين"، موضحًا أن القرار جاء "حرصًا على حماية من تبقى من السكان وتجنيب المدينة مزيدًا من الدمار".

شارك هذا الخبر!