رام الله / PNN - يعيش مدرب منتخب فلسطين لكرة القدم، إيهاب أبو جزر، حالة من القلق المستمر على عائلته وأقاربه في غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من مجاعة وتهجير قسري نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع. ويقيم أبو جزر في مدينة رام الله بالضفة الغربية، لكنه يتابع عن كثب معاناة عائلته التي تعيش في غزة، ويشعر بالعجز التام عن تقديم يد العون لهم.
يقول أبو جزر "خلال مقابلة مع الجزيرة نت" :إنه يتواصل مع أشقائه يومياً عبر الهاتف، ويشعر بالألم والحزن وهو يسمع شكواهم من الجوع، حيث يعجزون عن تأمين الخبز لعائلاتهم في خيام النزوح، ويقهره بكاء الأطفال الذين يعانون من نقص الحليب والطعام. ويؤكد أن إغلاق المعابر بشكل كامل يمنعه من إرسال المساعدات، مما يزيد من مرارته وأسفه على حال عائلته.
وفي ذكرى موقف صعب مرّ به في يونيو/حزيران الماضي، يوضح أبو جزر أن موعد مباراة منتخب فلسطين أمام الكويت تزامن مع نزوح عائلته من منطقتهم بعد إصدار جيش الاحتلال أوامر بإخلاء السكان في شرق خان يونس، مما اضطرهم للمشي لمسافات طويلة بحثاً عن الأمان. وكان ذلك اليوم مشحوناً بالقلق بين إدارة المباراة والخوف على مصير أفراد عائلته وأقاربه.
رغم الظروف الصعبة، يرى أبو جزر أن مهمته كمدرب للمنتخب الفلسطيني تتجاوز مجرد وظيفة، فهي مهمة وطنية تعبر عن صمود الشعب الفلسطيني. ويؤكد أن كل مباراة يخوضها المنتخب تعتبر معركة لإثبات الهوية الفلسطينية وحقه في الحياة، ومقاومة الاحتلال الذي يسلب الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
عائلتي تعاني الجوع والنزوح في غزة، ولا أستطيع تقديم المساعدة لهم بسبب إغلاق المعابر
ويشير إلى تلقيه العديد من الرسائل من مواطنين ومشجعين داخل غزة، الذين يتابعون أخبار المنتخب ويتفاعلون معه رغم الظروف القاسية، حيث يروْن تجمعات المشجعين داخل خيام النزوح وهم يشاهدون المباريات، مما يعكس حب الفلسطينيين لوطنهم ورياضتهم حتى في أشد الأوقات.
وفي ختام حديثه، يعبر أبو جزر عن أمله في تدخل المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة قبل فوات الأوان، معرباً عن استيائه من صمت العالم رغم المشاهد المروعة للموت والدمار التي تُعرض على الهواء مباشرة، والتي يراها الجميع دون أن يتحرك أحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.