غزة -PNN- كشف تحقيق أعدته صحيفة "هآرتس" العبرية قيام قناص في لواء "ناحال" بجيش الاحتلال بقتل العشرات من طالبي المساعدات يومياً وذلك وذلك دون تعرضه لأي خطر.
وقال القناص انه كان يتمركز يومياً قرب مراكز التوزيع ويطلق النار على الجميع بما في ذلك الأطفال " عند مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة يبدو الأمر كما القط والفأر. أنا أحمل بندقية قنص والفلسطينيون يحاولون الوصول من عديد الطرق".
وأضاف قائلاً :" الضباط يصرخون عليّ: اقتل.. اقتل؛ فأطلق ما بين 50 و60 رصاصة يوميًا، ترددتُ بعض الأحيان في إطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات لكن قادة الكتيبة كانوا يصرخون عليّ أن أطلق النار".
وتحدث القناص بأنه توقف عن احتساب عدد الذين قتلهم في كل يوم عند مراكز المساعدات وكان الكثير منهم أطفال.
فيما أصيب القناص بصدمة نفسية فيما بعد وطلب التسرّح من الخدمة قائلاً :" أشتم اليوم رائحة جثث الأطفال ولا أعرف النوم ليلًا وأتبوّل على نفسي من الخوف".
كما نقلت الصحيفة شهادة جندي آخر أصيب بأزمة نفسية في القطاع ومع ذلك فقد رفض قائده السماح له بالخروج من القتال قائلاً : " أُجبرت على العودة للقتال في قطاع غزة على الرغم من توسلي لقادتي بأنني لا أستطيع الصمود أكثر ، عُدتُ إلى جحيم غزة.. أشعر كأنني "زومبي" (مصاص دماء) وأعيش بصعوبة. أستيقظ ليلًا وأعصابي مدمرة وأهاجم كل من أراه ، حاولتُ كسر قدمي عمدًا ليتم تسريحي من القتال في غزة لكنني لم أنجح وكنت أعرُج مثل الأبله على مدار أسبوعين.
وأظهرت المعطيات التي نشرتها الصحيفة تسريح أكثر من ألف جندي منذ بداية الحرب لتعرضهم لصدمات نفسية ، حيث اشارت الصحيفة الى أن الرقم أكبر بكثير إلاّ ان الجيش لا يعترف بالمعطيات الحقيقية وفقاً للصحيفة.
وبيّن التحقيق أن 6 جنود على الأقل حاولوا الانتحار في القطاع هذا العام ، بينما نجح سابع في قتل نفسه بتفجير قنبلة يدوية جنوبي القطاع نهاية تموز الماضي.
في حين قام جنود آخرون في شهر أيار الماضي بقتل طفلين داخل منزل في بيت لاهيا شمالي القطاع بعد الاشتباه بكونهم مسلحين حيث تم إطلاق مئات الطلقات النارية تجاههم.
وفي حالة اخرى تم قتل إمراة وطفليها وسط القطاع بعد دخولهم منطقة يحظر التواجد فيها.
الجيش يتكتم :
وقالت الصحيفة بأن الجيش لا يُقدّم معطيات حقيقية عن حالة استنكاف الآلاف عن الخدمة بسبب الخوف من العودة للقتال في غزة ويستخدم جنودًا جدد من دورة العام الجاري.
وأشارت الى أن الآلاف من الجنود تم تصنيفهم مرضى نفسيين منذ بداية الحرب وأنهوا خدمتهم القتالية وينضم إليهم المزيد يوميًا مع استمرار الحرب الدامية.
ووفقاً لمعطيات جزئية قُدمت للجنة الخارجية والأمن خلال شهر يوليو الماضي أكدت تسريح 1135 جنديًا منذ بداية الحرب بسبب الصدمات النفسية لكن الرقم أكبر بكثير.