تل أبيب -PNN- كشفت صحيفة جيروزاليم بوست نقلًا عن مصادر مطلعة، عن وجود انقسام واضح بين رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول العملية الأخيرة التي نُفذت في قطر، والتي استهدفت قادة من حركة حماس.
وبحسب التقرير، فإن المجلس الوزاري المصغر لم يُبلغ مسبقا بالعملية، بل علم بها من خلال وسائل الإعلام، ما أثار تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار داخل الحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر أن رئيس جهاز الموساد لم يعارض العملية من حيث المبدأ، لكنه أبدى اعتراضا شديدا على توقيتها، معتبرا أن تنفيذها في ظل استمرار المفاوضات مع حركة حماس يُعد خطوة غير محسوبة. ونُقل عنه قوله: "لا يمكن تصفية قادة حماس بينما المفاوضات معهم لا تزال جارية".
ورغم هذا التحذير، أصر نتنياهو على المضي قدما، رافضا موقف الموساد، وأكد أن "العملية في قطر ستنجز فورا"، في إشارة إلى قراره الحاسم بتجاوز التحفظات الأمنية.
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") بأن أطرافًا في طاقم التفاوض عارضت تنفيذ الهجوم على قيادة حماس في الدوحة بالتوقيت الحالي، في ظل تجدد المحادثات وطرح مقترح أميركي جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت القناة أنه قبيل العملية جرت مشاورات مع "مديرية شؤون الأسرى" برئاسة اللواء في الاحتياط نيتسان ألون، ومع رئيس الأركان إيال زامير، حيث كان الموقف الذي عُرض آنذاك يؤكد أن "لا يزال هناك ما يمكن استثماره في المفاوضات".
وبحسب التقرير، تضمنت جولات التفاوض الأخيرة بحث مبادئ تتعلق بإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل أقدمت خلال أقل من عام على اغتيال المسؤول عن ملف التفاوض في حركة حماس مرتين، لافتة إلى أن العملية الأخيرة ستفضي إلى وقف المحادثات، وسط غموض بشأن مستقبلها.
وأفادت "كان 11" بأن زامير وعددًا من كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية أبدوا تحفظًا على توقيت الهجوم في الدوحة "في هذه المرحلة"، على خلفية المقترح الجديد المتعلق بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وشددت القناة على أن الاعتراض لم يكن على جوهر العملية بحد ذاتها، وإنما على مسألة توقيتها.
وذكرت القناة أن القائم بأعمال رئيس الشاباك أيّد تنفيذ العملية، فيما قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن تبني موقفه، مستندين إلى "الفرصة العملياتية" وإلى ما وصف بأنه "إشارة إيجابية" من الولايات المتحدة. وأشارت القناة إلى أن هذا الخلاف يتناقض مع ما أعلنه مسؤول إسرائيلي فور الهجوم، حين قال إن العملية حظيت بـ"إجماع القيادة السياسية والأمنية".
كما نقلت عن مصدر إسرائيلي أن العملية خُطط لها منذ أكثر من عام، وأضاف أن "الفرصة العملياتية تمثلت في الاجتماع النادر لكبار قادة حماس. كنا نعلم أن خالد مشعل لم يكن حاضرًا، لكن معظم قيادات الحركة شاركوا في الاجتماع".